برلين (زمان التركية) – توقع محللون سياسيون أن يلجأ الرئيس التركي رجب طيب مجددًا إلى التهديد المعتاد بطرد القوات الأمريكية من قاعدة إنجرليك الجوية، ردا على فرض الخزانة الأمريكية عقوبات على تركيا بسبب امتلاكها صواريخ S-400 الروسية، وهي التهديدات التي ظلت مجرد خطابات موجهة للاستهلاك الداخلي.
بحسب ما جاء في موقع “أحوال تركية”، فإن الكاتب الصحفي التركي ذو الفقار دوغان يشير إلى إمكانية توجه أردوغان إلى خيار مطالبة الولايات المتحدة بمغادرة قاعدة إنجرليك الجوية، مذكرًا بأنه تهديد مألوف من أنقرة كلما دخلت علاقتها مع واشنطن مرحلة متوترة.
في حين أن الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله قال في تصريحات لموقع “زمان التركية” إنه من الممكن أن تدفع العقوبات الأمريكية أردوغان إلى تقوية صلته بحلفائه الداخليين “الأوراسيين”، وحلفائه الخارجيين روسيا والصين وإيران، على الرغم من أنه يواجه مشاكل في علاقاته مع تلك الدول.
واصل عبيد الله قائلاً: ” ليس من المستبعد أن يسعى أردوغان إلى قطع علاقاته مع الغرب بشكل شبه كامل والاستسلام للمعسكر الأوراسي.. لكنه في هذه الحالة يتوجب عليه تحمل العواقب الوخيمة للأزمة الاقتصادية والغضب الشعبي المتزايد. لذا من المحتمل أنه سيسعى لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة لإحداث ثورة على غرار الثورة الإيرانية وغلق أبواب تركيا عن العالم الخارجي من أجل منع حدوث انتفاضات شعبية، بغضّ النظر عما إذا كانت الظروف السياسية السائدة في البلاد ستساعده في ذلك أم لا”.
وذكر المحلل التركي الجواب الصادم لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ردًا على نائب معارض من صفوف حزب الخير طالب الحكومة بعدم التبذير والإسراف في موارد الدولة، لأنهم من سيتسلمون زمام الأمور في البلاد بعد ستة أشهر، حيث أجاب قائلاً: “هذا وهم! ليس هناك انتخابات مبكرة.. وأنتم تعلمون أن السلطة لن تُمنح لكم حتى لو فزتم بالانتخابات!”.
وعلق عبيد الله بأن هذه التصريحات تعكس طريقة تفكير نظام أردوغان ورجاله وتكشف عن نياتهم الحقيقية، وتدل على أنهم لا يقيمون وزنًا للديمقراطية وإرادة الناخبين إلا إذا كانت في صالحهم، وتابع: “لم يبق لهم خيار سوى العودة إلى المسار الديمقراطي بشكل صادق والحصول على الدعم الغربي.. وهذا يبدو صعبًا في الظروف الحالية أو سنّ نظام قمعي بكل معنى الكلمة والتحول إلى نظام معزول من المجتمع الدولي مثل إيران.. لكني آمل وأعتقد أن الفاعلين المحليين من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لن يسمحوا لهم بتحقيق حلمهم هذا”.
وفرضت الولايات المتحدة يوم الاثنين عقوبات على مديرية الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير، إلى جانب مسؤولين تنفيذيين الآخرين، علماً أن هذه العقوبات تمنع الصناعات الدفاعية التركية من الحصول على قروض من المؤسسات المالية الأمريكية أو الدولية، وتقيد تراخيص التصدير للمنتجات العسكرية التركية المبنية بمكونات أمريكية، وتبدأ في تجميد التأشيرات والأصول للمديرين التنفيذيين في الشركة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية القرار ورفضت الحجج الأمريكية ضد شرائها نظام الصواريخ S-400 العام الماضي من روسيا، مهددة واشنطن بالانتقام بالطريقة والتوقيت الذي تختاره.
يذكر أن قاعدة إنجرليك الجوية تم تشغيلها بشكل مشترك من قبل القوات الجوية الأمريكية والتركية منذ عقود وكانت قاعدة مهمة للعمليات الأمريكية في العراق وسوريا، كما أنها تعد أيضًا موطنًا لنشر أسلحة نووية تكتيكية.
من جهة أخرى، كانت صحيفة التايمز البريطانية قالت في سبتمبر الماضي إن الولايات المتحدة تخطط لنقل قاعدة إنجرليك من تركيا، إلى جزيرة كريت اليونانية بغرض تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط.