أنقرة (زمان التركية) – اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، احتمال أن يكون رجب طيب أردوغان، قصد من خلال الأبيات الشعرية التي قرأها في أذربيجان إهانة وحدة الأراضي الإيرانية أوشعبها أمر مستبعد.
وأكد روحاني أن العلاقات التركية الإيرانية مهمة جدا، مشيرا إلى أن طهران وأنقرة عملتا معا في الاقتصاد والسياسة، والعديد من القضايا الإقليمية، فضلا عن مؤتمر أستانة.
وتابع الرئيس الإيراني: “القصيدة المعنية التي قالها أردوغان لها جوانب عديدة ومعانٍ مختلفة حسب السياق، إذا قرأت هذه القصيدة في إيران، فلها معنى معين، إذا قرأتها خارج إيران، فلها معنى مختلف. الحقيقة هي أن السلطات التركية صرحت بوضوح أن أردوغان ليس لديه نية في إهانة وحدة الأراضي الإيرانية”.
وروحاني الذي دعا إلى التغاضي عن مثل هذه الموضوعات، شدد على أنه يجب أن يعرف العالم كله أنه لن تننازلي عن حتى مليمتر واحد من أرضنا، مطالبا بالاهتمام لهذه الجوانبالحساسة في جميع الخطب والتصريحات.
وتسبب أردوغان في غضب غضب رسمي وشعبي في إيراني بالغ، عقب بيت الشعر الذي قاله خلال حضوره عرضا عسكريا في باكو يوم الجمعة الماضي.
وبيت الشعر الذي أنشده أردوغان جزء من قصيدة للشاعر الأذربيجاني محمد إبراهيموف، تراها إيران دعوة انفصالية، كونها تتحدث عن أهمية نهر أرس للشعب الأذربيجاني.
ويقطع نهر أرس الحدود بين إيران وأذربيجان، وتعيش على إحدى ضفتيه أقلية أذرية تركية في شمال إيران.
شنت وسائل إعلام إيرانية حملات غاضبة ومكثفة ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث اتهمته بـ”الجهل بالتاريخ” و”تنفيذ الأجندة الإسرائيلية”، وذكرته بانقلاب عام 2016، وذلك ردا على أبيات شعرية قالها خلال عرض عسكري أثناء زيارته الأخيرة إلى أذربيجان.
رئيس تحرير جريدة “قايهان” الإيرانية، حسين شيريتمداري، قال إن أردوغان وقع في جهل تاريخي من أجل التودد للولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، مشيرا إلى أن مشكلة أردوغان الرئيسية ليست أنه لم يكن على دراية بالأحداث التاريخية الأكثر وضوحًا، ولكن مشكلته الأساسية، ضعف ذكائه وفهمه للسياسة.
أما صحيفة “افتكار” فنشرت خبرا تحت عنوان “انزلاق أم إطالة لسان؟”، موضحة أنه في دولة ثانية لا يمكن أن تكون مثل هذه الكلمات غير اللائقة في القضايا الحساسة موضوعاً للشعر.
من جهة أخرى زعم الصحفي التركي أورهان بورصالي، أن أردوغان يتظاهر فقط بمعاداة إيران من أجل تحسين العلاقات مع بايدن.
بورصالي قال في مقال بصحيفة جمهوريت عن القصيدة التي أثارت غضب إيران “لا يمكن لأحد تقديم أي حصة من أرض الوطن ” للشاعر الأذربيجاني المعروف باهتيار وهابزاد، التي ألقى أردوغان أبياتًا منها في باكو، يبدو أنها لتحمل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: “أردوغان اختار أبياتًا ستثير غضب إيران ولا علاقة لها بأرمينيا. تصريحات المتحدثين باسم الرئاسة التركية تهدف فقط لإصلاح التوترات بين البلدين، لكن بدون شك إيران استوعبت الرسالة. هل كانت إيران فقط هي من استوعبت الرسالة؟ أمن الممكن أنها تتضمن رسالة للبنتاجون وبايدن الذي لم يتبق سوى شهر على توليه إدارة أمريكا؟”.
–