أنقرة (زمان التركية) – تناولت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في تقرير تحليلي التحول في علاقات الدول بالتزامن مع انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وخصصت مساحة ألقت فيها الضوء على تصرفات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن العالم سيشهد نظاما جديدا عقب إعلان فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية. وأكدت الصحيفة في تحليلها أن علاقات بعض الدول مع الولايات المتحدة ستشهد تغييرات بالتزامن مع رحيل ترامب عن البيت الأبيض.
ورأت الصحيفة أن علاقات الولايات المتحدة مع كل من المجر وتركيا وكوريا الشمالية وروسيا وبلاروسيا والمملكة العربية السعودية ستشهد تحولات.
وفيما يخص تركيا ذكرت الصحيفة أن أردوغان كان يتمتع بعلاقات معقدة مع ترامب وأن أساس هذه العلاقات كان قائما على الاصطدام ببعضهما البعض نتيجة لاستعراض العضلات في العديد من القضايا بدءً من دعم الولايات المتحدة للأكراد وصولا للعقوبات الأمريكية على إيران.
وأشارت صنداي تايمز إلى التزام تركيا الصمت عقب إعلان فوز بايدن بالانتخابات من ثم تهنئتها له بعد مرور أربعة أيام.
وأضافت الصحيفة أن تركيا قالت لاحقا إنها ستدخل مرحلة جديدة من الإصلاحات القضائية والاقتصادية مفيدة أن البعض اعتبر هذا يهدف إلى منح الثقة للمستثمرين الأجانب غير أنها في الوقت نفسه بمثابة إشارة إلى بايدن بالتوافق والمصالحة.
وكان من الملاحظ بعد فوز المرشح الديمقراطي، تركيز أردوغان على التصريح في عدة مناسبات بالاستعداد لإجراء تعديلات اقتصادية وقانونية في تركيا، فيما يقول مراقبون إن ذلك خوفا من العقوبات التي قد تقرها الإدارة الجديدة على بلاده.
وكان جو بايدن قال إنه سيدعم المعارضة من أجل إسقاط الرئيس أردوغان، وأعادت وسائل الإعلام نشر تلك التصريحات قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التي كانت تأمل أنقرة أن تحسم لصالح ترامب.
وتخشى حكومة الرئيس أردوغان أن يفرض الرئيس جو بايدن عقوبات على تركيا بسبب امتلاكها منظومة الدفاع الروسية S 400 وقضية خرق العقوبات الأمريكية على إيران، المتورط فيها بنك حكومي تركي ومسئولين كانوا تحت قيادة الرئيس أردوغان.
وهذا الشهر بعث عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي بخطاب إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بخصوص سياسات الولايات المتحدة المستقبلية تجاه تركيا، طالبوا بإعادة النظر في أسلوب التعامل مع تركيا.
وكان كريس فان هولن، السيناتور البارز عن الحزب الديمقراطي الأمريكي، توقع أن ينتهج الرئيس المنتخب جو بايدن، سياسة أكثر صرامة تجاه تركيا، مقارنة بسياسة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وأوضح هولين عضو مجلس الشيوخ أن واشنطن ستركز على إرساء مبادئ القانون والديمقراطية وحرية الصحافة في تركيا.
كما توقع السيناتور الأمريكي أن يفرض الكونجرس عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس 400”.
واعتبر هولين أن تركيا فشلت في التصرف كحليف موثوق به لحلف شمال الأطلسي خلال السنوات الأربع الماضية، وبناء عليه لا يمكن معاملتها كحليف مخلص للناتو ما لم تغير مسارها.
وشدد على أن الانتهاكات التركية المستمرة في شرق البحر المتوسط، وشمال سوريا وأماكن أخرى، وانتهاك قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمدينة فاروشا في قبرص الشمالية، والقمع ضد المعارضة السياسية الداخلية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تتعارض مع رغبة واشنطن في التعاملمع تركيا كحليف ديمقراطي.
وصرح الرئيس رجب أردوغان بعدما بات واضحا أن بايدن هو الرئيس الأمريكي القادم، بأن بلاده ترغب في استخدام علاقات التحالف الطويلة والوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أكثر فاعلية لحل جميع القضايا الإقليمية والعالمية.
–