القاهرة (زمان التركية) – تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي فيديو تم إعداده للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس التركي رجب أردوغان هذا العام، مع تعليقات تشير إلى الأسلوب الذي تتبعه حكومة حزب العدالة والتنمية في اختراق القارة الأفريقية وبعض البلدان الأوروبية تحت مسمى الأنشطة التعليمية والثقافية.
مقطع الفيديو أعدته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، ويضم تهنئات قدمها طلاب مدارس ورواد مراكز ثقافية تركية تشرف عليها جمعية “معارف” في عدد من بلدان العالم لأردوغان في عيد ميلاده الـ66.
ومن اللافت أن المشرفين على مدارس “معارف” جعلوا الطلبة الدارسين فيها أن يصفوا أردوغان بـ”يا جدنا طيب” و”رئيسنا الكبير” خلال مقطع الفيديو المذكور.
نشطاء تحدثوا عن أن الهدف الحقيقي من إقدام وقف “معارف” التعليمي على إنشاء مدارس في القارة الأفريقية قبل سنوات قليلة، فضلا عن الاستيلاء على المدارس التي كانت تتبع حركة الخدمة، هو الدعاية لشخص أردوغان وتمجيد مسيرته والترويج لأيديولوجيته المتطرفة.
ويُظهر الطلاب في مقطع الفيديو الامتنان والولاء والتمجيد لأردوغان باعتباره ينشر الفكر المتطور في المناطق الفقيرة حول العالم، على حد زعمهم.
يشار إلى أن حركة الخدمة أنشات منذ عقود مدارس تعليمية في دول مختلفة حول العالم، بينها القارة الأفريقية، واستفاد منها الآلاف من الخريجين، دون توجيهها واستغلالها في أي دعاية خاصة لأي جهة رسمية أو غير رسمية، بل ركزت على القيام بمهمتها التعليمية وفق القوانين السائدة في الدولة المعنية وفي إطار المعايير والمواصفات الدولية.
وعقب انقلاب عام 2016 انخدعت بعض البلدان الأفريقية بالدعاية السوداء التي شنّها أردوغان عبر آلة الإعلام العملاقة ضد حركة الخدمة أو لهثت بعضها وراء وعوده الاقتصادية، وقررت وقف نشاط مدارس وجامعات تتبع حركة الخدمة ومصادرتها، ونقل ملكيتها إلى جمعية “معارف” التابعة لأردوغان لتقوم باستغلالها سياسيها وأيدلوجيا.
يذكر أن تقارير دولية وعربية رصدت أنشطة وقف معارف المذكور وتوصلت إلى أن أنشطته تهدف إلى إحكام السيطرة الفكرية على الملايين من الأطفال والشباب في أكثر من 70 دولة حول العالم، ليشكلوا في المستقبل قوَّة ناعمة تتبنى أفكار الإسلام السياسي وأيديولوجيته، وليكونوا كذلك جماعات ضغط داخل أوطانهم تعمل لصالح تنصيب أردوغان كزعيم للمسلمين حول العالم.
فقد قال رئيس الوقف بيرون أقغون في ديسمبر عام 2017: “إن هناك قرابة 100 مدرسة تابعة للوقف جرى إنشاؤها لمختلف المراحل التعليمية في 20 دولة، لتستقبل 10 آلاف طالب على الأقل، في بداية عملها”.
وفي مقال بعنوان “مؤسسة معارف التركية: حصان طروادة أردوغان” على موقع “تركيش مينيت”، قال الكاتب عبد الله بوزكارت المعروف دوليا: “أردوغان يروج لنفسه دائمًا عبر أتباعه على أنه الخليفة أو الزعيم الإسلامي، لذا يستخدم مدارس معارف كأداة لتوسيع قاعدته الجماهيرية وأيديولوجية ونشر أيديولوجيته المتطرفة في الدول والمجتمعات الأخرى”.
–