أنقرة (زمان التركية) – اتهم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض في تركيا، علي باباجان، الرئيس التركي، رجب أردوغان، بالإضرار باقتصاد البلاد، والمغامرة بمصير الشعب، في ظل قمع مستمر للأصوات المعارضة.
وذكر باباجان نائب رئيس الوزراء الأسبق، وأحد أبرز الأسماء الاقتصادية، أن تركيا بلد كبير وليس حقل تجارب لأردوغان، مفيدا أن أردوغان اتبع نظرية غير منطقية في الاقتصاد تسببت في غرق البلاد خلال عامين.
وقال رئيس حزب الديموقراطية والتقدم، مخاطبًا أردوغان “هذا البلد ليس مختبرك التجريبي. مواطنو هذا البلد ليسوا خنازير غينيا. قمت بتطبيق أطروحة غير عقلانية في الاقتصاد، ودمرت البلاد في غضون عامين”.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أوضح باباجان أن أردوغان وجه تركيا صوب خماسي “شنغهاي”، ومن ثم بدأ الاتجاه مجددا صوف الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الشعب التركي هو من يدفع ثمن سياسات أردوغان المضطربة هذه.
وتعاني تركيا من مستوى عال من التضخم وديون خارجية ضخمة، في ظل تراجع قيمة الليرة.
وفي كلمته خلال مؤتمر الحزب بمدينة يالوفا، شدد باباجان على أن السياسة الخارجية لا تمارس بالنزاعات والإهانات والعنتريات، وأن حماية مصالح البلاد تتم عبر الدبلوماسية، قائلا: “السلطة الحالية واصلت النزاعات حتى، ومن ثم تتقول بأن الدبلوماسية قادرة على حل كل المشكلات، وأنه لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بالدبلوماسية. ما هذا؟ كيف يمكنهم التحول والتقلب بهذه السرعة؟ الأمور لا تتم بهذه السهولة. يرتكبون أخطاء كبيرة ويلحقون أضرارا جسمية بالبلاد ومن ثم يتراجعون عن ذلك المسار ويبدأون الحديث عن بدء مرحلة إصلاحية جديدة عند الحاجة والاضطرار.. ليس بهذه السهولة، فهناك ثمن لكل شيء”.
وأضاف باباجان أن تركيا تشهد حاليا مناخا قمعيا أشبه بالفترة المظلمة التي شهدتها تركيا بفعل الوصاية العسكرية خلال انقلاب الثامن والعشرين من فبراير/ شباط عام 1997، مشيرا إلى حبس الحكومة الحالية كلَّ من يقوم بمعارضها وانتقاد سياساتها. وفق صحيفة (جمهوريت).
وذكر باباجان أن تركيا أصبحت دولة سجناء الرأي، لافتًا أن الحكومة تزج بالصحفي الذي لا تنال أخباره إعجابها، والطلاب الذين تثير تغريداتهم إزعاجها، والمواطنين الذين يخالفونها الرأي داخل السجن.
وذكر باباجان أن الوصاية العسكرية في الثامن والعشرين فبراير/ شباط 1997 مارست الظلم بحق كل من آمن بالإصلاح، غير أن تركيا شهدت في عهد العدالة والتنمية تنحية القانون عبر مراسيم الطوارئ والحكم على أسر المعتقلين بالجوع قائلا: “نعم الوصاية العسكرية في التسعينات مارست ضغوطا على الإعلام، لكن الصحافة المعارضة واصلت منشوراتها في ذلك الوقت مهما كان”.
هذا وأكد باباجان أن فترة تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم لم تشهد ضغوطا على الإعلام مثل التي تشهدها تركيا حاليا في عهد أردوغان، وأن الصحافة حينها كانت تمارس عملها بسهولة ويسر، مذكرًا باعتقال عشرات الصحفيين في عهده لمجرد أنهم معارضون أو مختلفون معه.