أنقرة (زمان التركية) – قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إن عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية بالنسبة لهم، يأتي ذلك في ظل التهديدات الأوروبية بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة إذا لم تتراجع عن ما يثير التوترات في شرق المتوسط.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع عدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، التي توجه إليها الجمعة الماضية، في إطار زيارة رسمية، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي المقرر لها يومي الـ 10 و11 من ديسمبر القادم، والتي ستبحق فرض عقوبات على تركيا بسبب التوتر في شرق المتوسط.
وتناقش قالين مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، في العديد من القضايا، أبرزها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والأزمة الليبية والسورية وشرق المتوسط وقره باغ.
وأكد قالين، أن تركيا تعتبر عضويتها في الاتحاد الأوروبي، أولوية استراتيجية، داعيا زعماء أوروبا للنظر إلى العلاقات مع أنقرة من منظور استراتيجي.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة، أنه يجب ألا تكون العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي رهينة الخلافات الثنائية، مشيرا إلى أن علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي استراتيجية وتحتاج إلى دفعة ديناميكية.
وشدد قالين على ضرورة أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة فيما يخص اتفاقيات الاتحاد الجمركي والهجرة والتأشيرات مع تركيا.
وأشار قالين إلى أن الأزمة القبرصية تحتاج لحل عادل ودائم، معربا عن استعداد تركيا لبدء محادثات استكشافية مع اليونان.
وكانت تركيا تلقت تهديدًا من ألمانيا وفرنسا بفرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب التنقيب عن النفط شرق المتوسط.
وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، قال إن الاتحاد الأوروبي سيبحث فرض عقوبات على تركيا خلال اجتماعه المقبل في شهر ديسمبر/ كانون الأول في حال مواصلتها الأعمال الاستفزازية في شرق البحر المتوسط.
وأكد ماس أن خيار العقوبات على أنقرة مطروح في التوترات القائمة بين تركيا واليونان في شرق البحر المتوسط مفيدا أنه من المنتظر بحث هذا الخيار خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي القادم.
يأتي ذلك بعد أن هدد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمنت بون، بإمكانية فرض عقوبات على تركيا في بعض القطاعات الاقتصادية، مفيدا أن جميع الخيارات مطروحة.
وكانت فرنسا قد طالبت الاتحاد الأوروبي بإقصاء تركيا من اتفاقية الاتحاد الجمركي لتلمّح بعد ذلك إلى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على تركيا.
وأضاف بون أن باريس رأت أن إقصاء تركيا من اتفاقية الاتحاد الجمركي لن يلعب دورا مؤثرا وأن فرنسا لا تقف بمفردها في وجه تركيا، قائلا: “اليوم لم تعد أي دولة أوروبية مخدوعة في أردوغان ونظامه، فخلال القمة الأوروبية الأخيرة قررنا منح تركيا فرصة أخيرة غير أن السلطات التركية جددت اختيارها لطريق الاستفزاز والهجوم الممنهج. لا يزال أمامنا الوقت لإصدار قرارات ملموسة، فجميع شركائنا لديهم حق التصويت”.
وتتسبب أنشطة التنقيب التركية عن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط في نزاع على الجرف القاري بين تركيا واليونان. وتقول أثينا إن أنشطة تركيا للتنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط غير قانونية واعتداء على جرفها القاري، وطالبت بعقوبات رادعة لتركيا.
–