اسطنبول (زمان التركية): عادت قضية المافيا والمنظمات الإجرامية إلى واجهة الأجندة السياسية في تركيا، بعدما نشر علاء الدين تشاكيجي، المدان بتشكيل منظمة إجرامية، رسالة تهديد إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، بسبب انتقاد الأخير للحكومة وحليفها حزب الحركة القومي.
وبدأت القصة عندما وجه كمال كليتشدار أوغلو، زعيم أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التركي، انتقادات لاذعة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وحليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، عقب إعلان الحكومة نيتها إجراء “إصلاحات” قضائية واقتصادية.
وقال كليتشدار أوغلو أمام كتلته النيابية، في معرض انتقاده لإعلان الحكومة المذكور: “هل ستتخلون عن إطلاق سراح زعماء المافيا ومهربي المخدرات وسجن أصحاب الرأي”.
وأضاف موجها كلامه لبهتشلي: “ينتقد حزب الشعب الجمهوري باستمرار.. لقد كلف بذلك لأنه مجرد حرس للقصر الرئاسي”.
وفي رسالة مكتوبة بخط اليد نشرها عبر حسابه على تويتر، وجه علاء الدين تشاكيجي تهديدات وإهانات إلى كليتشدار أوغلو، قال فيها: “كن عاقلا.. إذا وضعت بهتشلي على قدم مساواة مع خونة الوطن، فسوف ترتكب خطأ حياتك”.
وتشاكيجي زعيم مافيا ومنظمة إجرامية مدان في العديد من الجرائم المسلحة داخل تركيا وخارجها، أبرزها محاولة قتل الصحفي هنجال أولوج، وتنفيذ هجوم مسلح على أحد الأندية بمنطقة الفاتح بإسطنبول.
وأخلي سبيل تشاكيجي بعد قضائه 16 عاما في السجن بموجب مشروع تعديل قانوني أقره البرلمان التركي في أبريل الماضي، للإفراج عن آلاف السجناء، في إطار تدابير الحد من انتشار وباء فيروس كورونا.
ولم تمض أشهر قليلة على الإفراج عن تشاكيجي، حتى قضت المحكمة الجنائية العليا السادسة في إسطنبول بسجنه 17 عاما، بعد إدانته في قضية محاولة قتل قريبه آدم تشاكيجي.
وتعليقا على تهديد تشاكيجي، قال كليتشدار أوغلو: “انتقد أردوغان يرد علي بهتشلي، انتقد بهتشلي يرد علي زعيم من عالم الجريمة المنظمة”.
وأضاف: “بالله عليكم انظروا إلى أي مستوى وصلت إليه تركيا.. كيف وصلنا إلى هنا، في مكان لا توجد فيه سيادة القانون وتنتهك القوانين، وينهار نظام التوظيف على أساس الجدارة، ولا يوجد نظام قضائي.. قد تتحول الدولة إلى منظمة إجرامية بعد مدة معينة”.
وأثارت تهديدات تشاكيجي عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة لدى أحزاب المعارضة على اختلاف توجهاتها السياسية، فيما دافع رئيس حزب الحركة القومية عن تشاكيجي، واصفا إياه بأنه “رفيق القضية”، فيما فضل حزب العدالة والتنمية الحاكم التزام الصمت حتى الآن.
وقالت رئيسة حزب الخير التركي المعارض، ميرال أكشنار: “لم يسبق أن وقف أي سياسي إلى جانب مثل هذا النوع من التهديدات”.
وأضافت: “قبل قليل فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع بناء على طلب من حزب الشعب الجمهوري، لكن لم نسمع من السيد الرئيس أي تصريح أو موقف بشأن ما حدث”.
واستطردت: “تعرض رئيس حزب المعارضة الرئيسي لتهديد، والتزام من يحكمون تركيا الصمت إزاء ذلك أمر ذو مغزى، لكن أود أن أذكر أولئك السادة، أن السياسي يقف إلى جانب السياسي، فالسياسيون بالأمس وقفوا إلى جانبهم في العديد من المواضيع المشابهة”.
بدوره، قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض، علي باباجان في تغريدة على تويتر: “أجريت اتصالا هاتفيا بالسيد كمال كليتشدار أوغلو، أوضحت له إدانتي غير المشروطة للتهديدات غير القانونية، وتأييد شريك الحكومة تلك التهديدات”.
وتابع: “لا يمكن القبول بصمت رئيس البلاد الذي يدلي بتصريحات عن كل شيء، نحن سندافع دائما عن السياسة الشرعية”.