أنقرة (زمان التركية) – قدمت مؤسسات مالية دولية تقيمات إيجابية، بشأن مستقبل الليرة التركية التي بدأت تشهد تحسنًا نسبيًّا بعد استقالة وزير المالية بيرات ألبيراق بشكل مفاجئ، وإقالة رئيس البنك المركزي مراد أويسال، بحيث تراجع الدولار أمام الليرة إلى 7.72 بعد أن كان عند مستوى 8.55 ليرة.
ويبقى تحقيق هذه التوقعات مرهونا بتطبيق فعلي لتعهدات تحقيق “الاقتصاد التكاملي” التي صدرت عن الرئيس رجب أردوغان ووزير المالية الجديد لطفي علوان ومحافظ البنك المركزي ناجي آغبال.
وفشل ألبيراق وأويسال على مدار عامين في وقف انهيار الليرة وخفض التضخم وفق البرنامج الاقتصادي المعلن للحكومة، فيما أنفق البنك المركزي التركي جزءًا كبيرًا من الاحتياطي النقدي، وتحملت الموازنة التركية عجزًا ماليا ضخمًا.
ورفع بنك سوسيتيه جنرال وسيتي بنك الأوربيان توقعاتهما بشأن أداء الليرة التركية في حالة إقدام الإدارة الاقتصادية تحت وزير المالية الجديد لطفي علوان ورئيس البنك المركزي الجديد ناجي أغبال على تغيير النهج السابق.
ولا يزال الاقتصاد التركي يشهد موجة من التحركات بعد استبدال الإدارة الاقتصادية، ويتوقع خبراء اقتصاديون أن سوق المال الدولي قدم “قرضًا” أو “فرصة مؤقتة” للإدارة الاقتصادية في البلاد لكي تعيد النظر في سياساتها المالية وتخرج بحلول حقيقية مستديمة للأزمة تحت الإدارة الجديدة بعد استقالة وزير المالية برات ألبيراق.
ولطالما طالب قادة المعارضة في تركيا برحيل صهر الرئيس أردوغان عن وزارة المالية، ومنح البنك المركزي التركي استقلالية أكبر، لإعطاء الثقة في الاقتصاد التركي.
وذكرت صحيفة دنيا الاقتصادية التركية أن سوسيتيه جنرال وسيتي بنك حولتا توقعاتهما بشأن الليرة التركية إلى الإيجابي وذلك عقب التطورات الأخيرة التي شهدتها تركيا.
وتوقع بنك سوسيتيه جنرال أن تسجل الليرة مركزًا طويلًا أمام الدولار واليورو، حيث ذكر سوسيتيه جنرال في تقريره أن مؤشر سعر الدولار أمام الليرة يهدف إلى بلوغ مستوى 6.92 ليرة وحددت مستوى وقف الخسارة في زوج الدولار والليرة عند 8.31 ليرة.
وفيما يتعلق باليورو أفاد سوسيتيه جنرال أن مؤشر سعر اليورو أمام الليرة يهدف إلى اتخاذ مركز طويل عند مستوى 8.13 ليرة وتم تحديد مستوى وقف الخسارة في اليورو والليرة عند 9.75 ليرة.
والمقصود بالمركز الطويل هو عملية شراء عملة والاحتفاظ بها تحسبا لارتفاع قيمتها، بينما يعبر وقف الخسارة عن إغلاق المستثمر للصفقة عند بلوغ سعر العملة مستوى معين سابق تحديده للاكتفاء بالخسائر المسجلة.
وفي مسعى لاعادة الثقة في الاقتصاد التركي المتأزم بشدة ومحاولة جذب المستثمرين الأجانب إلى تركيا مرة أخرى، التقى الرئيس التركي، رجب أردوغان، بأعضاء مجلس إدارة جمعية المستثمرين الدولية.
ويقول مراقبون إن الرئيس أردوغان، يتجه لنهج جديد في الفترة المقبلة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وإنعاش الاقتصاد المنهار، بعد هروب المستثمرين الأجانب من السوق بسبب السياسات المالية للحكومة بقيادته.
يؤكد خبراء أن هذه الخطوة صعبة المنال في ظل غياب الأمن القانوني الذي يحتاج إليه المستثمرون الأجانب ليكي يضخوا استثماراتهم دون خوف على مشروعاتهم.
–