بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – كان وليم جيمس يتمنى أن يحاور الزمن ليطالبه بأماني معظم البشر من البقاء الأبدي والاستمرار في مرحلة الشباب وعدم الوصول للشيخوخة، وبالفعل تجسد له الزمن في صورة عملاق ضخم ونادى قائلا: من يطلبني؟!
(ملحوظة: وليم جيمس هو مفكر وكاتب وطبيب وفيلسوف أمريكي صاحب فكرة الفلسفة البراجماتية، أي الفلسفة العملية في الحياة).
عودة للحوار مع الزمن، رد وليم جيمس قائلا أنا، فقال الزمن: وماذا تريد. فطالبه بأن تتوقف حياتنا وألا نموت. فرد عليه الزمن قائلا: لك هذا ولغيرك من بني الإنسان، ولكن لتعلموا جيدا بأن الأمر سيكون كالاتي: لن ينمو الزرع، ولن تلد الأم، وهذا الطفل لن يكبر … الخ من أمور عدة ستؤدي بكم في النهاية إلى أن تتحولوا إلى جمادات لا سلطان عليكم، فهل تريدون ذلك؟! فكانت الإجابة قطعا لا! فانتقل وليم جيمس مسرعا إلى الأمنية الأخرى مطالبا الزمن بها وهي الثبات عند مرحلة الشباب وعدم التقدم في العمر، وعودة الأموات، وهي أمنية الجميع والتي بكى عليها قديما أبو العتاهية قائلا:
بكيت علي الشباب بدمع عيني فلم يغني البكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
فرد الزمن بالموافقة منبها الجميع بما سيترتب على ذلك بأنكم ستصبحون شبابا ثم صبيانا ثم أطفالا ثم رضعانا ثم تختفون في بطون أمهاتكم من حيث جئتم، فهل تريدون ذلك؟! فرد الجميع قطعا لا.
فتحدث الزمن معلما الجميع وموضحًا لبواطن الأمور والإفصاح عن علتها قائلا:
الحياة تتجدد ولكن لا تجمد، الحياة تخلد في النوع ولكن لا تخلد في الأفراد. فالأفراد يموتون ولكن النوع باق، وأوراق الشجر تتساقط في الخريف ولكنها ترجع مرة أخرى تخضرّ في الربيع.
انتهى الحوار الافتراضي مع الزمن.
إن ما علينا هو الاستغلال الجيد لحياتنا والاستثمار الأمثل لأوقاتنا وتخطي العقبات لتحقيق الأهداف وبناء الأمجاد ونفع الإنسانية.
تقول الدكتورة هيلين كيلر معجزة القرن العشرين (الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء).
وفي عام 1989 كتب المؤلف الأمريكي ستيفن كوفي (Stephen R. Covey) كتابًا ترجم إلى حوالي 38 لغة، بعنوان: العادات السبع للناس الأكثر فاعلية (THE Habits of the highly effective people)
وتتمثل هذه العادات في الآتي :
الأولى: أن تكون مبادرا وسباقا
الثانية: تكوين عقلي للأهداف
الثالثة: السير في طريق التنفيذ الفعلي لهذه الأهداف
الرابعة: قيادة العلاقات الشخصية
الخامسة: مهارات التواصل مع الناس وأولها فهم الآخر أولا.
السادسة: التعاون الخلاق مع الآخرين
السابعة: عملية تجديد الذات بمعنى أن تبقى طوال الوقت العادات الست السابقة مستمرة وفعالة بالاهتمام بأربع جوانب رئيسية في حياتنا وهي (الروحي / العقلي / الجسدي / العاطفي والشخصي).
دامت الأمة الإنسانية بكل حب وخير