أنقرة (زمان التركية)- قالت وزارة التعليم التركية، إن هناك فجوة طبقية بين الطلاب الأتراك في التعليم، تؤثر على مستقبلهم الدراسي، حيث أوضحت أن الطلاب الفقراء متأخرون عامين في التعليم عن الأغنياء، وأن هناك احتمال بأن يؤدي إهمال علاج ذلك إلى تزايد التسرب من التعليم.
وزارة التعليم القومي التركي أعدت ملفا حول التعليم في تركيا، قدمته إلى البنك الدولي من أجل الحصول على دعم مالي. الملف تضمن اعترافا من الوزارة بالفجوة الطبقية بين الطلاب في التعليم بتركيا.
وبحسب الملف الرسمي، هناك فجوة تعليمية بين الطلاب من الأسر الفقيرة والطلاب من الأسر الثرية، تعادل عامين من التعليم.
وهذا الاعتراف يفضح حكومة العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتغنى بشكل دائم بقصة نجاحه في التعليم، حيث أنه عندما يتعلق الأمر بالحصول على قروض من البنك الدولي، يعترف بعدم تكافؤ الفرص.
تسرب من التعليم
وجاء في الملف: “إذا لم يتم اتخاذ سياسات الحلول العلاجية في الوقت المحدد، فسوف يترك الطلاب في الأسر ذات الدخل المنخفض المدرسة، ولن تتاح لهم الفرصة للعودة إلى المدرسة، وسوف يتسرب الطلاب في سن مبكرة من التعليم. سيزداد معدل التسرب من المدرسة وستكون خسائر التعلم حتمية. من أجل عدم اتساع الفجوة بين الطلاب داخل الدولة، من الضروري تحسين كفاءة التعليم عن بعد الحالية والوصول إلى جميع طبقات السكان. تركيا لديها بالفعل فجوة كبيرة في التعلم بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية في الحالة الحالية”.
يذكر أن أن الآلاف من المساكن الطلابية وصالات القراءة ومراكز دروس التقوية والتحضير الجامعي والمدارس التي فتحتها حركة الخدمة في كل أنحاء تركيا، لتقديم خدماتها بالمجان، خاصة في المناطق الشرقية، كانت “جسورًا” تحمل أبناء الجماهير العريضة الفقيرة، إلى كل المراحل الجامعية بعد أن كانت الجامعات حكرًا على النخب من الأغنياء فقط؛ ذلك أن مستوى التعليم في المدارس الرسمية كان منخفضًا جدا بحيث لا يمكن النجاح في الامتحان الجامعي بدون دعم خارجي. فكان الأغنياء يرسلون أبنائهم إلى المدارس الخاصة الأجنبية، في الأغلب، أو يحصلون على دروس خاصة في منازلهم؛ في حين أن الجماهير العريضة الفقيرة لم تكن بمقدورها الدراسة في المدارس الخاصة ولا تتلقى دروسا خاصة في منازلهم، وبالتالي كانوا لا يستطيعون الانتقال إلى المرحلة الجامعية والوظائف العامة بعد انتهاء المرحلة الثانوية في المدارس الرسمية.
وهنا مثّلت الآلاف من المساكن الطلابية وصالات القراءة -بدون مقابل مادي-، ومراكز دروس التقوية والتحضير الجامعي مقابل مبالغ رمزية مقارنة بالمدارس الخاصة، شعلة أمل للطلبة الفقراء. وحركة الخدمة حققت نجاحًا بارزًا في هذا المجال بحيث كان الطلاب الدارسون في تلك المؤسسات يحصلون على الدرجات الأولى دائمًا في الامتحان الجامعي وامتحان التوظيف العام.
إلا أن الرئيس أردوغان أغلق جميع مراكز الدروس والتحضير الجامعي التابعة لحركة الخدمة، إلى جانب إغلاقه آلاف من مؤسساتها التعليمية من مدارس والجامعات بدعوى أنها حركة إرهابية، مما أدى إلى ظهور هذه الفجوة الطبقية بين الطلاب الأغنياء والفقراء، كما استولت حكومة العدالة والتنمية على المدارس الخاصة والجامعات التابعة لحركة الخدمة.
–