أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس تحرير صحيفة قرار التركية، إبراهيم كيراس، تأخر الحكومة في التعامل مع استقالة بيرات ألبيرق، من منصب وزير الخزانة والمالية.
وذكر كيراس أنه لم يعتقد أبدا أن يوما ما سيأتي ويعلن وزير يشغل أحد أهم المناصب بالحكومة استقالته “عبر حسابه بتطبيق انستجرام بلغة تركية ركيكة وأن تتجاهل أكبر وسائل الإعلام النبأ وتنتظر الحكومة يوما كاملا لتأكيد أو نفي الخبر”.
وأضاف كيراس في مقال له أن أزمة الإدارة لا تقتصر على الفوضى التي ظهرت في التعامل مع استقالة ألبيراق، وقال: “هناك بعد للأزمة يمس حياتنا جميعا ومستقبل أطفالنا، فموارد الدولة وطاقتها ووقتها يتم إهداره بشكل يصعب استرجاعه”.
وأكد كيراس أن تداعيات أخطاء الإدارة الخاطئة لا تنحصر فقط على دائرة السلطة نفسها بل أن الجميع يدفع ثمن هذه الأخطاء، قائلا: “يبدو أنه سيتوجب علينا مواصلة دفع هذا الثمن لفترة ليست بالقصيرة حتى بعد رحيل الإدارة الحالية”.
وفي السياق ذاته، كشف الصحفي، إسماعيل سايماز، أن خمس قنوات فقط أذاعت نبأ استقالة ألبيراق، مفيدا أن هذه المعلومة تستند إلى البيانات التي تلقاها من عضو بالمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي.
وخلال مشاركته في برنامج “واضح وصريح” الذي تقدمه كوبرا بار أكد سايماز أن عضو المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، إلهان تاشتشي، أبلغه أن خمس قنوات تلفزيونية فقط هي من قامت ببث نبأ استقالة ألبيراق ألا وهى خبر ترك (Habertürk) وفوكس تي في (Fox TV) وخلق تي في (Halk TV) وتالا 1(Tele 1) وكي آر تي (KRT).
ومرت 24 ساعة على استقالة الوزير ألبيرق دون أن تنشر وكالة الأناضول الرسمية خبرًا واحدا يشير إلى ذلك، وكان الأمر بالمثل في كافة وسائل الإعلام المؤيدة أو الخاضعة لسيطرة حكومة حزب العدالة والتنمية.
واستنكر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، التجاهل الإعلامي لقرار استقالة وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، الذي هز تركيا وانتبه إليه العالم.
باباجان قال خلال مؤتمر حزبه في ولاية بيلاجيك غرب تركيا، أن خطاب استقالة ألبيرق على إنستجرام أعجب به نحو 3 آلاف شخص خلال دقيقتين فقط، وأضاف أن: “صمت وسائل الإعلام وعدم الحديث عن استقالة الوزير يكشف أنهم في انتظار تعليمات من مكان ما. إعلامنا وصحافتنا لا يمكنها أن تنشر خبر الاستقالة دون الحصول على تعليمات”.
وأكد باباجان أن هذا الموقف جعل الشعب التركي يرى مرة أخرى كيفية السيطرة على الإعلام والصحافة والمعاملة الخاصة التي يحصل عليها الأقارب في المناصب العليا، قائلًا: “لقد شاهدنا مباشرة إفلاس السياسات الاقتصادية الفاشلة التي أفقرت شعبنا. التصريح المعلن مساء أمس هو إعلان الإفلاس وليس الاستقالة. لقد أعلنوا أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إفلاس نظام حكومة الرئاسي الخاص بهم”.
واليوم الثلاثاء أدى وزير المالية التركي الجديد لطفي علوان اليمين الدستوري أمام البرلمان، بعد صدور قرار أمس بتعينه عقب استقالة الوزير بيرات ألبيرق.
–