أنقرة (زمان التركية) – قالت صحيفة بيلد الألمانية في تقرير شامل حول أسباب استقالة وزير الخزانة والمالي التركي، بيرات ألبيراق، بشكل مفاجئ، أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالليرة التركية، دفعت صهر الرئيس إلى الاستقالة.
وخصصت صحيفة بيلد الألمانية مساحة كبيرة لاستقالة ألبيراق التي تناولت أسبابها في خمس نقاط تحت عنوان “حادث جلل في تركيا، صهر أردوغان يستقيل من وزارة المالية”.
وأوضحت الصحيفة الألمانية أن ألبيراق مر بمراحل عصيبة على الرغم من دعم أردوغان له.
“كانت الأسواق تضطرب أثناء خطاباته”
وذكرت الصحيفة الألمانية أن تركيا تشهد أزمة اقتصادية عنيفة، وأن ألبيراق لم يكن يخطط للاستقالة إذ أنه كان قد كشف قبل بضعة أسابيع من استقالته عن خطة تركيا الاقتصادية لثلاث سنوات، مفيدة أن الأسواق كانت تضطرب بعد خطابات ألبيراق وأن الليرة التركية تواصل تسجيل تراجعات قياسية أمام العملات الأجنبية منذ أشهر.
وأضافت الصحيفة الألمانية أن الدولار ارتفع بنحو 49 في المئة أمام الليرة خلال العام الأخير، بينما ارتفع الدولار أمام الليرة بنحو60 في المئة ليسجل 10.18 ليرة.
5 أسباب لتراجع قيمة الليرة
وأرجعت الصحيفة الألمانية رحيل ألبيراق إلى الوضع الذي بلغه الاقتصاد التركي، كما أسردت أسباب تراجع الليرة التركية والأحداث التي شهدتها خلال السنوات الخمس الأخيرة على النحو التالي:
– سعر الدولار الحالي يبلغ ثلاث أضعاف قيمته بنهاية عام 2015، أي أن سعر الدولار أمام الليرة ارتفع بنحو 192 في المئة في حين ارتفع سعر اليورو أمام الليرة بنحو 224 في المئة. وهذا يعني أن البضائع المستوردة ستصبح أكثر غلاء بالنسبة للأتراك.
– أردوغان يتبع سياسة مالية استثنائية، حيث يواظب على وصف الفائدة “بأم الشرور”. وفي تصريحاته الأسبوع الماضي ذكر أردوغان أن تركيا تصارع مثلث شيطاني ألا وهو الفائدة والتضخم ومؤشر العملات الأجنبية.
– تعاني تركيا من معدلات تضخم مرتفعة، حيث تشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى ارتفاع الأسعار خلال شهر سبتمبر/ أيلول هذا العام بنحو 11.75 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.
– تراجعت عائدات السياحة، التي توفر عملة صعبة للبلاد، بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
– الحملات السياسية والدبلوماسية الصادرة عن أردوغان كالعمليات العسكرية في ليبيا وسوريا والأزمة مع قبرص واليونان والنزاعات مع الاتحاد الأوروبي كان لها دورا في هذا.
يشار إلى أن إعلان ووزير الخزانة والمالية بيرات ألبيراق، استقالته من منصبه، سبقه تصريح مثير للرئيس رجب أردوغان.
أردوغان كان قد أثار الجدل مساء أمس، بتصريحاته خلال مؤتمر حزبه في ولاية كوجالي شمال غرب تركيا، حيث قال: “من ينفصل عن الأمة ويبني جدارانًا بينه وبين الشعب ولا يستطيع أحد الوصول إليه، خاصة اذا إصيب بالغطرسة، فهذا يعني أنه لم يبق له مكان في هذا الحزب”، على حد تعبيره.
–