باريس (زمان التركية): أصاب اليزيد بن فرحات، المسلم المولود في فرنسا، اضطراب حاد، عندما سمع نبأ مهاجمة متطرف كنيسة في مدينة نيس غربي فرنسا، ثم قرر التحرك.
بن فرحات، الذي يصف نفسه بأنه رجل سلام وواقعية، جمع مجموعة من الشبان المسلمين للوقوف أمام كاتدرائية بلدتهم خلال عطلة عيد جميع القديسين، لحمايتها ولو بشكل رمزي وإظهارا لروح التضامن مع رواد الكنيسة من الكاثوليك.
تأثر أبناء الرعية في الكنيسة التي تعود للقرن الثالث عشر في بلدة لوديف الجنوبية بعمق. وقال قس الإبرشية إن تلك البادرة منحته الأمل في وقت الاضطرابات.
وقال بن فرحات، بلكنة فرنسية جنوبية مميزة، معرفا عن نفسه بأنه “فرنسي أكثر من أي شيء آخر”، وأن أمه جزائرية لكنه ولد في فرنسا ونشأ في فرنسا ويتحدث الفرنسية فقط.
وأضاف لأسوشيتد برس: “في السنوات الأخيرة، كنت أعاني ألما في بطني، لأنه في كل مرة يضرب فيها عنف المتطرفين فرنسا، يواجه مسلمو فرنسا، وصمة عار جديدة” بالرغم من أنه “لا علاقة لنا بذلك”.
ووصف بن فرحات قتل مدرس بالقرب من باريس الشهر الماضي بقطع رأسه، والذي تم استهدافه لعرضه رسوما ساخرة عن النبي محمد خلال نقاش حول حرية التعبير، بأنه عمل “لا يصدق، وقسوة غير مسبوقة”.
بعدها، عندما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم، الخميس الماضي في كنيسة نوتردام في نيس، قال بن فرحات إنه أصيب بغثيان لدرجة أنه أراد فعل شيء “حتى يستيقظ الجميع”.
بن فرحات، الذي يعمل في شركة النفط الفرنسية ” توتال” ويدرب فريقا في أحد نوادي كرة القدم المحلية، تحدث إلى صديق مسلم كان في نيس ذلك اليوم “وخطرت لنا هذه الفكرة، كنا بحاجة إلى القيام بشيء يتجاوز تكريم الضحايا، قلنا، سوف نحمي الكنائس بأنفسنا”.
وقاموا بتجنيد متطوعين من بين أصدقائهم وفي ناديه لكرة القدم، للقيام بحماية الكنيسة في تلك الليلة، ومرة أخرى خلال قداس الأحد.
وقال إنهم نسقوا أيضا مع الشرطة المحلية، بعد أن وعدت الحكومة الفرنسية بتعزيز التواجد الأمني في المواقع الدينية الحساسة.
وقال كاهن الكاتدرائية، القس لويس إينيغيز، لأسوشيتد برس: “أمر جيد للغاية، أن يعارض هؤلاء الشباب العنف”.
عندما نشرت صحيفة محلية صورة لأبناء الأبرشية وهم يلتقطون صورا لأنفسهم مع حراسهم المسلمين، علق إينيغيز الصور داخل الكاتدرائية القوطية، التي تقوم بدور إذاعة محلية تنشر أنباء عن حياة المدينة.
وقال: “كان الناس سعداء برؤية ذلك” خاصة وسط المخاوف الأخيرة بشأن التوترات بين فرنسا والعالم الإسلامي، في خضم المخاوف المستمرة من الفيروس.
تلك البادرة في البلدة الصغيرة جذبت الانتباه الوطني، ومعها برزت انتقادات من قبل بعض الأصوات اليمينية المتطرفة عبر الإنترنت.
لكن بن فرحات قال إن الاستجابة كانت “إيجابية بنسبة تسعين بالمائة”.
مجموعة بن فرحات تدرس الآن كيفية المضي قدما بالفكرة، وتود أن تقوم بالشيء نفسه في عيد الميلاد، وأن تحذو مدن أخرى حذو مدينتهم لوديف.
غير أن جميع الشعائر الدينية محظورة حاليا في فرنسا حتى مطلع ديسمبر المقبل على الأقل في محاولة لإبطاء ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
ويقول بن فرحات إن ما سيفعله بعد ذلك “سيكون نابعا من القلب”.