أنقرة (زمان التركية) – امتدت آثار الزلزال العنيف الذي ضرب ولاية إزمير غرب تركيا يوم الجمعة الماضي وأسفر انهيار العديد من البنايات ووفاة أكثر من مئة شخص، إلى ولاية إسطنبول.
وعقب الزلزال الذي بلغت قوتها 6.6 درجات على مقياس ريختر، بدأ المواطنون في تركيا التساؤل عما إن كانت المنطقة السكنية التي يقطنونها معرضة لخطر الزلازل أم لا.
الصحيفة الرسمية نشر قرار جمهوري بإعلان المنطقة السكنية الواقعة داخل حدود حي ألمالي كانت بمنطقة عمرانية “منطقة معرضة لخطر الزلازل”.
القرار تضمن أيضا الإشارة إلى أن عددا من المناطق السكنية الواقعة داخل حدود حي توزكوباران في منطقة جونجوران وحي يني محلة بمنطقة باغجيلار “مناطق معرضة لخطر الزلازل”.
وتم أيضا تصنيف المنطقة السكنية الواقعة داخل حي يوكاري دودوللو بمنطقة عمرانية “منطقة معرضة لخطر الزلازل”.
من جانبه يرى خبير الزلازل، أوفجون أحمد أرجان، أن أحياء إسطنبول الأكثر عرضة لخطر الزلازل تتضمن كل من سوريتش وفاتح وشارامبا ويدي كولا وشابا وفندق زادة وجان كورتران وتوب كابيه وأدرنة كابيه وزيتين بورنو وبكر كوي ويشيل يورت ويشيل كوي واسنيورت وأفجيلار وكوبورجاز وبيليك دوزو وباغجيلار وبهشالي افلار ودودللو ومالتبه في عمرانية وصفا كوي وجمهوريت في كوتشوك شاكمجه وأفجيلار وكاناريا وماناكشا.
ويحذر خبراء جيولوجيا منذ مدة، من زلزال مدمر بقوة 7 على مقياس ريختر قد يضرب إسطنبول في أي وقت، مخلفا مئات الآلاف من الوفيات.
وقالت نتائج دراسة حديثة إن زلزال إسطنبول من المتوقع أن يكون بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر، وقد يؤدي إلى وفاة المقيمين داخل 14 ألف مبنى سكني.
الدراسة التي أجريت بالتعاون بين بلدية إسطنبول الكبرى وجامعة بوغاز إيجي، وضعت 15 سيناريو محتملا حول الآثار والتداعيات المحتملة في حالة حدوث زلزال بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر في إسطنبول، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يؤدي الزلزال إلى وفاة المقيمين داخل 14 ألفًا مبنى سكني، ويخلف ورائه 25 مليون طن من الأنقاض.
وأشارت الدراسة إلى أن 57.5% من المباني الموجودة في إسطنبول لن تتضرر من الزلزال، بينما ستنجو 25.9% من المباني بأضرار بسيطة، وسيكون معدل الخسائر المتوسطة 12.6%، و2.9% خسائر بالغة، و1.2% خسائر خطيرة.
وكشفت أنه وفقًا لهذه الأرقام فإن نحو 195 ألف مبنى من أصل مليون و166 ألف مبنى، سيتعرض لأضرار متوسطة وخطيرة، لافتًا إلى أن احتمال تعرض 14 ألف مبنى للأضرار الخطيرة والتي قد تصل إلى تحول المباني إلى مقابر جماعية للمقيمين فيها.
لفتت الدراسة إلى أن الأرقام والدراسات تشير إلى أن الزلزال قد يخلف أنقاضًا بوزن 25 مليون طن، أي أن تركيا ستحتاج إلى مليون شاحنة لنقل هذه الكمية من الأنقاض، إذا كانت كل شاحنة تحمل 25 طنًا على أحسن حال، مؤكدة أن المدينة ستستمر في رفع أنقاضها لنحو أشهر أو سنوات تقريبًا.
وأوضحت الدراسة أن الزلزال سيؤثر بشكل أكبر على المناطق التاريخية القديمة مثل فاتح وباي أوغلو وشيشلي وعلي باي كوي، وزيتون بورنو، وبايرام باشا، وأسانلار، وغيرها من المناطق ذات الطرق الفردية وليست الزوجية.
وكان خبير الزلازل التركي البروفيسور ناجي جورور قال إن الزلزال الذي تعرضت له ولاية إزمير غرب تركيا يوم الجمعة الماضي بقوة 6.9 درجة على مقياس ريختر، ليس هو زلزال إسطنبول المدمر المنتظر.
وحذَّر البروفيسور ناجي جورور من أنه من المتوقع حدوث المزيد من التحركات في نقطة تقاطع التصدعات أسفل مدينة إزمير، وأن زلازلا أشد قد تحدث خلال الفترة المقبلة.
وقال جورور: “كان من المتوقع حدوث زلزال في إزمير، ولكن أعتقد أن ما حدث ليس الزلزال المدمر المنتظر. فزلزال إزمير المتوقع من المنتظر أن يكون مركزه في مكان آخر”.
وأوضح أن هذا الزلزال هدَّأ من الشحنات الموجودة في خط تصدعات الشرق-الغرب، إلا أنه ربما قد يسبب تغييرات في مجالات الضغط على خطوط التصدعات الأخرى في المنطقة نفسها.
وأكد على ضرورة الوضع في الاعتبار احتمالية حدوث زلزال مشابه خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن تبعات الزلزال لا يمكن توقع مدتها أو موعد انتهائها.
روفيسور تركي على ضرورة اتخاذ خطوات وتدابير سريعة من أجل الاستعداد لزلزال إسطنبول المدمر الذي بات وشيكًا.
وكان البروفيسور مهندس محمد فاتح ألتان، مدير مركز تدريب وأبحاث الكوارث في جامعة آيدن بإسطنبول، قال في تصريحات إن زلزال إسطنبول قد يقتل نحو 200 ألف شخص، وأن عدد المتأثرين بالزلزال قد يتجاوز 25 مليون إنسان، مشيرًا إلى أن الزلزال من المتوقع أن يكون بقوة 7.5 ريختر.
–