هددت تركيا باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضد فرنسا بعد أن نشرت مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة رسما كاريكاتوريا يستهزئ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووصف مسؤولون الرسم الكارتوني بأنه “مثير للاشمئزاز، ويسعى إلى نشر ثقافة العنصرية والكراهية”.
ويظهر الرسم أردوغان في ملابس داخلية، وهو مستلق على كرسي، ويرفع ثوب امرأة محجبة من الخلف.
وزاد الغضب التركي من الرسوم الكاريكاتورية، التي صورت النبي محمد، حدة الخلاف بين تركيا وفرنسا، وبعد أن عرض معلم فرنسي على تلاميذه تلك الرسوم، في درس حول حرية التعبير في فرنسا هذا الشهر، وأدى ذلك إلى قطع رأسه.
وتعهد ماكرون بالدفاع عن العلمانية بعد مقتل المدرس. وقالت الحكومة إن علمانية الدولة أمر محوري بالنسبة إلى الهوية الوطنية لفرنسا، وإن تقييد حرية التعبير لحماية مشاعر طائفة بعينها يقوض الوحدة.
وتوترت العلاقات أكثر عندما قال الرئيس أردوغان إن الرئيس إيمانويل ماكرون بحاجة إلى فحص دماغه بسبب حملة فرنسية على المسلمين.
ماذا قال أردوغان؟
قال الرئيس التركي إنه “لا حاجة له للتعليق” على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته مجلة شارلي إبدو على غلافها، مضيفا أنه “لم يطلع” عليه.
وأضاف: “سمعت أن المجلة، التي نشرت رسوما كاريكاتورية قبيحة وفجة عن نبينا استهدفتني الآن برسم كاريكاتوري على غلافها. ومن غير الضروري منح مصداقية لمثل هذه المنشورات غير الأخلاقية”.
وكان أردوغان يتحدث في اجتماع مع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويأتي رسم شارلي إبدو الكرتوني وسط غضب في تركيا من تصريحات للرئيس الفرنسي عن الإسلام ، حيث دعا أردوغان إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.
وانتقد أردوغان بشدة ماكرون مطلع الأسبوع مما دفع فرنسا إلى استدعاء سفيرها من أنقرة للتشاور.
ماذا قالت تركيا؟
طالب نائب الرئيس فؤاد أقطاي المجتمع الدولي برفع صوته ضد “هذا العار”.
وقال على تويتر “لا يمكنك أن تخدع أحدا بالاختباء وراء حرية الفكر”.
وقالت مديرية الاتصالات التركية إن البلاد “ستتخذ الخطوات القانونية والدبلوماسية اللازمة ضد الكاريكاتير”، مضيفة في بيان أن “معركتنا ضد هؤلاء الوقحين وذوي النوايا السيئة ستستمر حتى النهاية ولكن بالعقل”.
وقال وزير العدل عبد الحميد غول للصحفيين في أنقرة إن السلطات التركية اتخذت جميع المبادرات اللازمة مع السلطات المختصة.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن المدعين الأتراك بدأوا تحقيقا في القضية.
وأدان كبار المسؤولين الأتراك الرسم الكاريكاتوري، وقال المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم كالين، إن الرسم لا يحترم “أي عقيدة أو مقدسات أو وقيم”، وإنه لا يمكن أن يكون تعبيرا عن حرية التعبير.
وقال مدير اتصالات الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء: “أجندة ماكرون المعادية للمسلمين تؤتي ثمارها. نحن ندين هذا العمل المثير للاشمئزاز”.
وردا على رسوم شارلي إبدو، نشرت مجلة “مسواك” التركية الساخرة الموالية للحكومة عددا من الرسوم الكاريكاتورية التي تنتقد ماكرون وشارلي إبدو على صفحتها على تويتر.
ولم تنجح تركيافي محاولة سابقة قبل أربع سنوات لمقاضاة مذيع تلفزيون ألماني قرأ قصيدة تسخر من أردوغان.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها شارلي إبدو الجدل.
ففي عام 2015، قُتل 12 شخصا في هجوم على مكاتب المجلة في باريس. حين استهدفها متشددون إسلاميون لنشرها رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وفي العام نفسه، انتقدت روسيا المجلة بشدة بسبب رسمين كاريكاتوريين يصوران تحطم طائرة في سيناء راح ضحيتها 224 شخصا معظمهم من الروس.
وفي عام 2016 تسبب رسم كاريكاتوري في إثارة غضب الإيطاليين، بعد تصوير ضحايا الزلزال الإيطالي على أنهم أطباق معكرونة.