إسطنبول (زمان التركية) – شهدت الليرة التركية تراجعًا قياسيًّا جديدًا أمام الدولارالذي تجاوز اليوم الإثنين 8 ليرات، بعد تصريحات حماسية من أردوغان، أبدى فيها عدم اهتمامه بالتهديدات الأمريكية.
جاء التراجع القياسي لليرة عقب تحدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بعدما لوّحت بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا لاختبارها صواريخ إس 400 الروسية.
كان أردوغان قال في كلمة ألقاها يوم الأحد “مهما كانت عقوباتكم فلا تترددوا في تطبيقها.. إنهم يطالبوننا بإعادة صواريخ إس 400. نحن لسنا دولة قبلية، بل نحن تركيا”، وذلك بعدما هددت أصوات في الولايات المتحدة برد انتقامي اقتصادي وسياسي محتمل ضد تركيا لتسلمها من روسيا صواريخ الدفاع الجوي الذي لا يتلائم مع منظومة الدفاع الأطلسية القائمة في تركيا العضو في حلف الناتو.
وسبق أن أبعدت واشنطن أنقرة من برنامج لتطوير وشراء طائرة مقاتلة من طراز F-35 للسبب ذاته.
ويقول محللون إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر منحت حكومة أردوغان فرصة لاختبار إطلاق الأسلحة الروسية على الأراضي التركية.
واعتبر المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان أن اختبار تركيا لمنظومة الدفاع الروسية “لا يتوافق مع التزامات تركيا كحليف للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”، مضيفًا بقوله: “تدين وزارة الدفاع الأمريكية بأشد العبارات الممكنة اختبار تركيا في 16 أكتوبر لمنظومة الدفاع الجوي إس 400 وهو اختبار أكده الرئيس أردوغان نفسه”.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كاي بيلي هوتشيسون قالت إن: “اختبار تركيا لمنظومة S-400 على أراضي الناتو، وضع متأزم للغاية بالنسبة لنا جميعًا”، مشيرة إلى أن تركيا خسرت الكثير من الأشياء من أجل الحصول على هذه المنظومة وأهما مقاتلات F 35.
وأكدت أن التطور المتمثل في تجريب تركيا منظومة S-400 الصاروخية الروسية لا يعتبر جيدا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو بذلوا جهودًا كبيرة من أجل منع تركيا من هذه الخطوة منذ أن أعلنت عنها للمرة الأولى في عام 2017.
واعتبر متخصصون اقتصاديون أن المستثمرين باتوا في مستوىً نفسيًّ حرجً.
وعزا محللون سبب تراجع الليرة أمام الدولار إلى إلى مخاوف المستثمرين من تدهور علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين، بالإضافة إلى إبقاء البنك المركزي التركي سعر الفائدة القياسي كما هو عليه عند 10.25 بالمئة دون تغيير في اجتماعه الذي عقده يوم الخميس الماضي.
يشار إلى أن البنك المركزي في تركيا أنفق المليارات من الدولارات من احتياطياته من النقد الأجنبي هذا العام في سبيل تضميد جارح الليرة التي نزفت هذا العام 25 بالمئة من قيمتها، لكن جهود المركزي التركي لم تحيق النتائح المرغوبة.
–