أنقرة (زمان التركية) – دعا الرئيس رجب طيب أردوغان شعبه في تركيا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية مع تصاعد الغضب في العالم الإسلامي ضد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الإسلام.
وقال أردوغان في خطاب متلفز في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة اليوم الاثنين: “أنا أدعو بلدي إلى عدم شراء المنتجات الفرنسية.”
تأتي تصريحات أردوغان بعدما استدعت فرنسا يوم السبت سفيرها في تركيا للتشاور على هجوم أردوغان على ماكرون ونعته بأنه مريض عقلي بسبب موقفه تجاه الإسلام والمسلمين، حيث انتقد ماكرون ما أسماه “المسلمين المتطرفين” لممارستهم “الانفصالية الإسلامية”، على حد تعبيره.
وقال أردوغان في خطابه اليوم: “إذا كان هناك اضطهاد للمسلمين في فرنسا، فإني أدعو قادة العالم للعمل معًا لحمايتهم”.
وتشير تقارير إلى أن أردوغان يحاول من خلال هجومه الأخير على فرنسا الحفاظ على صورته التي بناها لنفسه كزعيم للعالم الإسلامي السني، كما يوظف في سبيل ذلك قادة الحركات الإسلامية السياسية مقل حماس والإخوان المسلمين، لتحقيق طموحاته في العالمين العربي والإسلامي.
وكان رجل مسلم أقدم في وقت سابق من هذا الشهر على قطع رأس مدرس بسبب رسوم مسيئة للنبي محمد عرضها في الفصل، اعتبرته باريس ضمن حرية التعبير، ثم على إثر ذلك وصف ماكرون الإسلام بأنه دين “في أزمة”، مؤكدًا أنه سيقدم تشريعا في ديسمبر لتعزيز قانون يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة.
وفي السياق ذاته، وجه أردوغان انتقادات لاذعة أيضًا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مطالبًا إياها بأن تشرح كيف يمكن أن تكون هناك حريات دينية في ألمانيا وسط اقتحام 100 شرطي ألماني مسجدًا تابعًا لمنظمة الحركة الوطنية (ملي جوروش) التي أسسها الزعيم السياسي الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان.
وقال أردوغان إن العداء تجاه المسلمين أصبح سياسة رسمية في بعض دول الاتحاد الأوروبي على مستوى رؤساء الدول، داعيًا البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة.
وفيما يتعلق بدعوة أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال الاقتصادي التركي أمين تشابا إن إجمالي صادرات تركيا إلى فرنسا بلغ 7.9 مليار دولار بينما سجلت الواردات 6.8 مليارات دولار، مشددًا على أن مقاطعة المنتجات الفرنسية ستلحق ضررا بتركيا، وذلك في تغريدة نشرها عبر تويتر.
Bir ülkeyi yöneten kişinin attığı adımları duygularıyla değil, ülkesinin, halkının geleceğini düşünerek atması gerekir. Otomotiv, aşı, ilaç işi ne olacak?
— Emin Çapa (@ecapa_aklinizi) October 26, 2020
ووصفت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين سلسلة من الهجمات التي شنها أردوغان ضد ماكرون بأنها “تشهير” و”غير مقبولة لا سيما على خلفية القتل المروع للمدرس الفرنسي صمويل باتي على يد متطرف إسلامي”، وأعربت عن تضامنها مع باريس.
والمفارقة أن مجموعة من المتظاهرين في إسطنبول تسببوا في حدوث ارتباك عندما حاولوا إزالة العلم الروسي من مدخل أحد الفنادق ظنًّا منهم أنه العلم الفرنسي.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن الحرب الكلامية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون تخدم أهدافهما السياسية.
الكاتب باتريك وينتور قال في مقاله بصحيفة الجارديان إنه “لدى كلا الرئيسين أسباب سياسية داخلية لمواصلة الاشتباك. يحتاج ماكرون إلى إظهار قدرته على تحدي التطرف الإسلامي مثل خصومه من اليمين. كما يتعرض أردوغان لضغوط عامة في بلاده ويحاول بشكل متزايد تقديم نفسه على أنه زعيم الحركة السنية في العالم الإسلامي”.
–