نيقوسيا (زمان التركية)ــ انتقد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الأربعاء “الأوهام الإمبريالية” لتركيا، قائلاً إن تصرفات أنقرة العدوانية جعلت البلاد في مواجهة القوى الإقليمية.
وفي حديثه بعد قمة ثلاثية بين اليونان وقبرص ومصر في نيقوسيا، اتهم ميتسوتاكيس تركيا بـ “الاستمتاع بأوهام الإمبراطورية بأعمال عدوانية تمتد من سوريا إلى ليبيا ومن بحر إيجة إلى القوقاز”.
وقال ميتسوتاكيس إن “الاستفزازات التركية الأحادية المتتالية إلى جانب الخطاب المتطرف” تنتهك القانون الدولي وتتعارض أيضًا مع مواقف القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك العالم العربي.
وأضاف أن اتفاق الحدود البحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، والذي وصفته أثينا بأنه غير قانوني، أدى إلى تفاقم الأزمة في ليبيا.
رئيس وزراء اليونان شدد على أن الحل السياسي في ليبيا لا يمكن أن يأتي إلا من الليبيين أنفسهم دون وجود الأجانب على أراضيها ، وأكد أن اليونان مستعدة للمساهمة في سلام في ليبيا في اليوم التالي.
وفيما يخص تصاعد التوترات على الجزيرة القبرصية المنقسمة، قال ميتسوتاكيس “إن العدوان التركي على جمهورية قبرص لا يتواصل فقط بإرسال السفن داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، بل يتصاعد للأسف من خلال مبادرات تحريضية مثل تلك التي على الجبهة الساحلية لفامغوستا. وفتح جرح آخر في الجانب المحتل من الجزيرة، وأضاف رئيس الوزراء أن “على الامم المتحدة التدخل بهذه القضية وتمهيد الطريق فى النهاية لحل عادل لمشكلة قبرص”.
وحول عدم جدية أنقرة في الحوار لحل المشكلات مع أثينا، قال “بعد فترة مكثفة من الجهود لاستئناف المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا بشأن القضية الحصرية لتحديد المناطق البحرية في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط ، وهي مبادرة توقعها كثيرون، للأسف اختارت أنقرة الانحراف مرة أخرى”.
أضاف “وبدلاً من الدعوة للاجتماع، أطلقت تحدي السفن الحربية. وبدلاً من حوار الحلول، فضل الحديث عن الخلافات. وبدلاً من المناقشات المثمرة، قامت بمطالب غير قانونية. لكن الأعمال الصالحة فقط هي التي تنتج العدل. وفي المقابل نفسه، وقعت أثينا وصدقت على اتفاقيتين قانونيتين لتقسيم المناطق مع إيطاليا ومصر”.
ميتسوتاكيس قال إنه مع إعمال القانون الدولي، يمكن أن تصبح البلقان وشرق البحر الأبيض المتوسط مناطق سلام واستقرار. وأضاف أنه في هذا الإطار من التعاون، بالطبع، تركيا لها مكان إذا أرادت ذلك، “طالما أنها يمكن أن تشترك معنا في إطار نفس القواعد، والمنطق الذي تفرضه علاقات حسن الجوار واحترام القانون الدولي”.
من جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي:”أود أن أؤكد رغبتنا وعزمنا على زيادة تطوير علاقاتنا سواء على المستوى الثنائي أو الثلاثي، وبالطبع القمة الثلاثية الثامنة اليوم تعكس رغبة الجانبين في علاقات مترابطة”. حقيقة العلاقات التاريخية ممتدة تاريخيا وطويلة الأمد بين مصر واليونان وأنا أتفق معك في أن تعاوننا يجب أن يكون له قوة دفع أكبر لتطوير العلاقات في مختلف المجالات. معالي رئيس الوزراء، أتفق معك في أن الترسيم الجزئي للحدود البحرية المناطق هو في الواقع، انعكاس للتفاهم المتبادل؛ كما أنه يعكس احترام أحكام ومؤسسات القانون الدولي، التي تعمل لصالح جميع الأطراف”.
أضاف الرئيس المصري “إن تصديق البرلمانات على هذه الاتفاقية يعكس في الواقع نجاح الاتفاقية نفسها وأيضًا التوقعات من واراء هذه الاتفاقية. ونأمل أن تعالج جميع القضايا في إطار القانون الدولي ومؤسسات القانون الدولي. وهذا يؤكد أهمية التعاون الهادف إلى الاستقرار والنمو والتقدم”.
–