لندن (زمان التركية) – نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر عسكرية، أن القوات التركية بدأت تنسحب من نقطة المراقبة التابعة في مورك في محافظة حماة والتي تحاصرها قوات النظام السوري، ولفتت إلى أن القوات التركية ستنتقل إلى مناطق أخرى.
تركيا كانت قد أسست 12 نقطة مراقبة حول مدينة إدلب بموجب اتفاق موقع بين قوات النظام السورية وقوات المعارضة المسلحة في عام 2018.
مصدر سوري معارض رفيع المستوى مقرب من تركيا، قال في تصريحات لوكالة رويترز: “بدأت أعمال جمع القاعدة استعدادًا للانسحاب”.
كما نقلت عن مصدر آخر تأكيده أنه القوات المسلحة التركية بدأت تفريغ والانسحاب من نقطة مراقبة أخرى تابعة لها في شمال سوريا، استعدادًا للانتقال إلى منطقة أخرى، بعد محاصرتها من قبل قوات النظام السوري.
وقال إن تركيا رفضت الانسحاب من نقطة المراقبة في الماضي لكنها لم تعد تملك الموارد للبقاء في مورك.
ورغم تهديدات أطلقها الرئيس التركي، بتدمير القوات السورية إن لم تنسحب من المنطقة، استمرت قوات الجيش السوري في التمركز وحصار مورك وبعض نقاط المراقبة التركية الأخرى.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال الأحد إن الجيش التركي يستعد للانسحاب من أكبر نقاط المراقبة العسكرية في ريف حماة شمال سوريا، وأشار إلى أنها بدأت بتفكيك معداتها تمهيداً للانسحاب من النقطة.
ولفت المرصد إلى أن نقطة مورك “تعد أكبر نقطة عسكرية تركية في ريف حماة الشمالي، وتتواجد بها القوات التركية منذ نحو عامين و4 أشهر”.
وكان الباحث السياسي محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي، قال في فبراير الماضي إن انسحاب الجيش التركي من نقاط المراقبة التي أنشأها في شمال سوريا بداية من عام 2018 باتت خطوة منتظرة، إن لم يتم إحياء مسار أستانا من جديد.
وأكد أبو سبحة أن تهديد أردوغان بالتحرك العسكري في سوريا، لا يتعدى كونه رجاء بالإلتزام بما تم التوصل إليه بين رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، خلال الاجتماع الأخير الذي عقد بينمها في موسكو بعدم الاعتداء على نقاط المراقبة المحاصرة.
وتابع أنه من الناحية العملية فإن اتفاق “استانا” انتهى كما صرح بذلك أردوغان، وموسكو منحت الجيش السوري الضوء الأخضر لتنفيذ معركة إدلب المؤجلة، بعدما فشل تركيا في تحقيق الشرط التعجيزي الذي وضعته موسكو ودمشق، وقبلت به أنقرة في اتفاق سوتشي ألا وهو إخراج هيئة تحرير الشام -فرع القاعدة- وأسلحتها الثقيلة من المنطقة من أجل إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب.
ومضى الباحث المصري قائلا: إن تركيا سلمت إدلب رسميا إلى النظام السوري، والحليفان الروسي والإيراني بعد أن سُمح لأردوغان بتنفيذ عملية نبع السلام، العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات خلال شهر أكتوبر -2020-، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في موسكو لاحقا دخل الجيش السوري لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية مناطق في الشمال السوري بموافقة تركية.
ولفت إلى أن الجيش السوري يتقدم يوما بعد يوم، وبالنسبة إلى تركيا دخول الجيش السوري إلى الشمال السوري أفضل من بقاء القوات الكردية بها.
وبالعودة لتهديدات الرئيس التركي ودفاعه عن مقاتلي المعارضة، أكد الباحث محمد أبو سبحة أنها لا تتعدى كونها محاولة للاستمرار في خداع واستغلال المعارضة المسلحة التي نجح أردوغان في حرفها عن هدفها واستغلالها لخدمة مشروعه في القضاء على النفوذ الكردي بشمال سوريا، وهو ملف خدم دمشق مثلما خدم أنقرة، وها هو اليوم يحولهم إلى مرتزقة ويستخدمهم للقتال في تركيا.
–