واشنطن (زمان التركية) – حذرت الإدارة الأمريكية تركيا من “عواقب وخيمة” جراء تفعيل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية S-400، بعد عام تقريبًا على تسلمها من روسيا.
حسب الأخبار المتداولة، فقد اختبرت تركيا أمس الجمعة منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 في مدينة سينوب المطلة على البحر الأسود شمال البلاد، باستخدام ثلاثة صواريخ، في تحد للتحذيرات الأمريكية.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس، قال إن حصول تركيا على المنظومة الروسية المتطورة لا يمكن قبوله والموافقة عليه، مشددًا على أن تفعيل تركيا للمنظومة سيكون له نتائج خطيرة للغاية على العلاقات الأمنية بين البلدين.
وقال أورتاجوس: “في حالة ثبوت اختبار منظومة إس-400، فإن خطوة مثل هذه تتناقض مع مسؤوليات تركيا التي تعتبر شريكا استراتيجيا وحليفت لحلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وكالة “TASS” الروسية للأنباء أوضحت أن تركيا اختبرت المنظومة أمس الجمعة في مدينة سينوب المطلة على البحر الأسود، ونقلت عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أن الاختبار تم باستخدام ثلاثة صواريخ، ونجحت جميعها في إصابة الأهداف إصابات مباشرة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد حذرت تركيا أكثر من مرة من خطورة الإقدام على هذه الخطوة وأن حصولها على المنظومة الروسية غير ملائم لأنظمة حلف الناتو، ودعتها إلى التخلي عن تفعيل المنظومة، كما عاقبتها بطردها من برنامج التصنيع المشترك لطائرة F-35 الأمريكية الأحدث على الإطلاق، وحرمانها من الطائرات التي كانت مخصصة لها.
تركيا كانت قد حصلت على منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400، خلال العام الماضي، بعد أن وقعت الاتفاق مع روسيا في عام 2017 مقابل 2.5 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي تسبب في أزمة سياسية ودبلوماسية حادة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تتمتع تركيا بعضويته. الأمر الذي دفع تركيا لتخزين المنظومة مقابل عدم فرض عقوبات عليها هددت بها الإدارة الأمريكية.
حسب التصريحات الرسمية، كان من المقرر أن يتم تفعيل وتنشيط المنظومة خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، صرَّح أنه قد تم تأجيل تنشيط المنظومة بسبب أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، الأمر الذي فسره البعض على أنه يأتي تجنبا لتطبيق عقوبات على تركيا.
ومع مزاعم تجربة المنظومة في هذا التوقيت الذي تتزايد فيه حدة خلافات تركيا مع دول الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا واليونان، فسر الخبراء والمحللون هذه الخطوة بأنها “بطاقة تهديد” تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
–