أنقرة (زمان التركية) – دعا رئيس برنامج تركيا بالبنك الدولي، حبيب راب، أنقرة إلى تشديد سياستها النقدية لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد، باعتبارها لا تتمتع سوى بمساحة محدودة لامتصاص الصدمات.
وسجل عجز الميزان الجاري في تركيا خلال شهر أغسطس الماضي نحو 4.6 مليارات دولار، فيم يرجع ذلك إلى ارتفاع عجز التجارة الخارجية بنحو 3.9 مليارات دولار مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.
وخلال حديثه مع موقع Bloomberg HT أوضح راب أن تركيا كسائر الاقتصاديات الأخرى مضطرة لتشديد سياستها النقدية كي تتمكن من مواجهة تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.
أضاف رئيس برنامج تركيا بالبنك الدولي: “لابد من التفكير في تشديد السياسة النقدية بالوقت الراهن. تشديد السياسة النقدية قد يؤثر على النمو على المدى القصير، لكننا نعتبره خطوة ضرورية. تركيا تتمتع بمساحة محدودة لامتصاص الصدمات”.
وأكد راب أن صدمة فيروس كورونا المستجد ستؤثر أكثر على أصحاب الدخل المنخفض، قائلا: “نرى أن العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض لن تتمكن من تلبية النفقات التعليمية والصحية، كما نتوقع أن تتزايد معدلات الفقر خلال العام القادم. لدينا مخاوف شديدة فيما يخص المساواة”.
وأضاف راب أنه يتوجب على الشركات في تركيا الانتباه إلى إعادة هيكلة ديونها مفيدا أن جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة يتمتع بأهمية كبيرة.
هروب المستثمرين الأجانب
وخلال شهر أغسطس الماضي شهدت محفظة الاستثمارات تراجعا بنحو 1.9 مليار دولار، كما سجلت سوق الأوراق المالية للمقيمين بالخارج مبيعات بنحو مليار دولار؛ في حين سجلت سوق سندات الاقتراض للمقيمين بالداخل مبيعات بنحو 502 مليون دولار.
هذا وسجل الاحتياطي الرسمي تراجعا خلال الشهر الثامن بنحو 7.6 مليارات دولار.
وفي السياق، أكد اليوم علي باباجان زعيم حزب الديموقراطية والتقدم أن أبرز ما تحتاج إليه تركيا في الوقت الراهن هو بيئة آمنة ومستقرة لجذب الاستثمارات، مشيرا إلى أن ذلك يصعب تحققه.
باباجان اعتبر أن الحكومة الحالية في تركيا لن تتمكن من خلق البيئة الآمنة والمستقرة بالبلاد مجددا قائلا: “ولهذا بدأنا حركة سياسية جديدة. نرى أن النظام الحالي لن يستطيع الصمود حتى يونيو/ حزيران من عام 2023” الموعد الرسمي للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ثم فصل قائلا: “البنية الاقتصادية والمالية تدهورت كثيرا، ولم يعد بحوزة السلطة الحاكمة أية موارد بالوقت الراهن. السلطة الحاكمة أنفقت الصناديق الاحتياطية المخصصة للأزمات. تركيا تواجه مشكلة كبيرة حقا، لكن بالإمكان إصلاح الوضع في تركيا من خلال الإدارة الصحيحة”.
–