أنقرة (زمان التركية) – يستمر تراجع قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية بينما تعجز الحكومة عن وقف تدهور العملة المحلية رغم ما تم إنفاقة من رصيد احتياطي البنك المركزي.
وسجل الدولار أرقامًا قياسية متتابعة أمام الليرة خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي استطلاع رأي لوكالة رويترز شمل الدول النامية الذي أشارت التوقعات إلى أن العملات النقدية الخاصة بالدول النامية ستشهد اضطرابات عنيفة خلال الأشهر الستة القادمة.
وفي تقريرها بعنوان “مزيد من التخبط لعملات الأسواق الناشئة غير المنتظمة خلال الفترة القادمة”، أشارت وكالة رويترز استنادا إلى الاستطلاع الذي تجريه بشكل ربع سنوي إلى إمكانية تسجيل عملات الدول النامية ارتفاعا أمام الدولار بنحو 2 في المئة خلال الأشهر الستة القادمة، مفيدة أن التوقعات تعكس اقتراب موجة انخفاض قيمة العملة من نهايتها.
وأوضح الخبراء الاستراتيجيون المشاركون في الاستطلاع أن العراقيل الرئيسة للدول النامية هي الانتخابات الرئاسة الأمريكية والغموض الذي سيعقبها وتباطؤ نمو الاقتصاديات.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم جو بايدن على دونالد ترامب بواقع 7-11 نقطة، غير أن العديد من الخبراء يتخوفون من احتمالية تغيّر النتيجة بفعل الناخبين الخجولين الذين قد يصوتون لصالح ترامب.
وتضمن استطلاع الرأي توقعات بارتفاع قيمة راند جنوب أفريقيا، الذي يقع في الفئة عينها مع الليرة التركية، بنحو 0.5 في المئة خلال 12 شهرا، وهو ما يعكس تراجع موجة انخفاض قيمة العملة التي ألحقت ضررا كبيرا بالاقتصاد.
وفيما يخص الروبل الروسي فمن المتوقع أن ترتفع قيمته بنحو 9 في المئة في غضون عام، غير أن خطر فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية يعزز مخاوف روسيا.
وعلى صعيد سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية، فإن الخبراء أجمعوا على أن الدولار سيسجل ثماني ليرات في نهاية 2020، أي أن الليرة التركية ستتراجع بنحو 3 في المئة أمام الدولار خلال 12 شهرا.
وخلال الاثني عشر شهرا القادمة ستتراوح معدلات التضخم بين 10 -12 في المئة على أن ترتفع القيمة الفعلية لليرة التركية.
ويصعب الجزم بمدى تأثير استطلاع رأي رويترز على قرار مدراء الصناديق المالية، غير أن هذه التوقعات تظل جاذبة جدا لعائدات الريبو والمقايضة (swap).
يُذكر أن البنك المركزي التركي كان قد رفع سعر فائدة المقايضة المالية إلى 11.75 في المئة.
وفي حال ارتفاع قيمة الدولار أمام الليرة بنحو 3 في المئة فقط خلال 12 شهرا فإن مدراء الصناديق المالية الذين يمتلكون اليوم اتفاقية مقايضة بين الدولار والليرة على المدى الطويل سيحققّون أرباحا بأكثر من 8 في المئة.
وانفق المركزي التركي جزءًا كبيرا من رصيده بالعملة الأجنبية لمنع انهيار الليرة التي فقدت 25 في المائة قيمتها منذ مطلع العام.
وبينما كان رصيد رصيد النقد الأجنبي في البنك المركزي التركي 43 مليارا و159 مليون دولار، في 18 سبتمبر الماضي بلغ 41 ملياراً و 409 ملايين دولار في 2 أكتوبر الجاري.
–