أنقرة (زمان التركية) – لفت انتباه الرأي العام في تركيا توجه رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، إلى رفع عقيرته ومعارضته ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبعد أن قال داود أوغلو منتقدا الوضع الاقتصادي في بلاده، إن النظام التركي، الذي تحول إلى شركة عائلية، هو أكبر مصيبة حلّت على تركيا، اتهم هذه المرة حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” وحليفه الحزب “القومي” بـ”بيع قضية الأتراك الأويغور المسلمين في الصين”، واصفًا التحالف الحاكم بـ”الأسير للصين”، على حد وصفه، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال المؤتمر الدوري الأول لحزبه بمدينة مرسين جنوب تركيا.
خلال المؤتمر ألقى داود أوغلو كلمة تطرق فيها إلى أزمة الأويغور وانتقد تراجع موقف الحكومة بقيادة أردوغان، منها قائلا: “ما المصلحة الاقتصادية التي التزمتَم لأجلها الصمت على ممارسات الصين؟ أليس العالم أكبر من خمس دول كما تقولون؟ يبدو أنكم نسيتم أن الصين أحد القوى الخمس هذه. ألم يكن أردوغان صوت المظلومين ودولت بهجلي حامي الأتراك بالخارج؟ أي عبودية وانعدام كرامة هذا يا ترى؟”، على حد تعبيره.
وواصل داود أوغلو ، الذي كان يشار إليه بمهندس السياسة الخارجية في حكومة حزب العدالة والتنمية حتى عام 2015، مهاجمة التحالف “الإسلامي القومي” الحاكم في تركيا قائلا: ” ما الثمن الذي قبضتموه نظير بيعكم تركستان الشرقية؟ فلتخبرونا، ما هو قيمة الأويغور وفق حسابكم يا ترى”، في إشارة منه إلى سكوت الحكومة على الانتهاكات الصينية ضد الأويغور بسبب القروض التي تحصل عليها من الصين.
وكان وزير المالية التركي، برات ألبيرق، أعلن في يوليو 2018 أن بلاده حصلت على حزمة قروض من مؤسسات مالية صينية، بقيمة 3.6 مليارات دولار، وذلك في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع “تويتر”.
يذكر أن الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا فائق أوزتراك انتقد مؤخرا حكومة أردوغان واتهمها بالتسول من الخارج قائلاً: “كلما حطم الدولار أرقاما قياسية هرع أردوغان إلى قطر بسرعة قصوى. لكن لا بد أن يعلم أن الذي يتلقى أموالا من الخارج يتعود على تلقى الأوامر أيضا. لذا نرى أن أمير قطر بات ينظر أردوغان بدونية كلما طلب منه الأموال”.
ووفق تقرير لصحيفة “صنداي تلغراف” خرقت تركيا في الآونة الأخيرة مبدأ عدم تسليم الأيغور إلى الصين، عبر اتباع أسلوب مكن الصين في النهاية من ترحيل الأيغور إلى “معسكرات التأهيل” سيئة السمعة.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية إن اعتماد تركيا الاقتصادي المتزايد على بكين يضر بقدرتها على تحمل الضغط الصيني وحماية الأويغور الذين فروا من إقليم شينجيانغ.
وبينما ترفض تركيا إعادة اليوغور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء إنه يتم إرسالهم إلى دول ثالثة، مثل طاجيكستان ومن هناك، يسهل على الصين تأمين تسليمهم.
وبحسب الصحيفة التي عرضت قصة امرأتين من الأيغور تم ترحيلهم من تركيا إلى طاجيكستان رغم عدم صلتهما بهذه الدولة ثم انقطعت أخبارهما، أجبر الاقتصاد المتشنج والاحتكاك مع أوروبا تركيا على الاستثمار في صداقات أخرى، وخاصة الصين.
وكجزء من مشروع بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.
وقضى عشرات من الأويغور أشهرًا في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية.
وقال إبراهيم إرجين، وهو محام متخصص في قضايا الترحيل: “لن يتم تسليم الأيغورين من تركيا مباشرة إلى الصين. ولا أعتقد أن هذا سيتغير في أي وقت قريب. لذا فإنهم [الصين] يحاولون جعل حياتهم بائسة قدر الإمكان، وإرسالهم إلى بلدان أخرى حيثما أمكن ذلك. ومع تحسن العلاقات بين الصين وتركيا، فقد خسر الأيغور “.
قال إرجين: “لدي قائمة تضم 200 أكاديمي من الأويغور في تركيا. بطريقة أو بأخرى، الصين تطالب بترحيلهم جميعا “.
–