أنقرة (زمان التركية) – واصل زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو انتقاداته للبرنامج الاقتصادي الجديد الذي أعلن عنه وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق قبل أيام، مؤكدًا أن البرنامج يشكل المزيد من الأعباء على الشعب التركي ولا كما يروج له.
كيليجدار أوغلو أكد أن نظام حزب العدالة والتنمية لا يتخذ أي خطوات ملموسة لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا منذ أشهر طويلة تسبق أزمة كورونا، قائلًا: “البرنامج الاقتصادي الجديد، عبء وليس نعمة. وارتفاع أسعار الكهرباء دليل على ذلك”.
أما عن تقييمه لأداء حكومة التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، أكد أن منح الحكومة درجة “صفر” يعتبر تقيمًا مرتفعًا للغاية عن أداء التحالف، لأن كل شيء يسير بشكل سلبي، على حد تعبيره.
وقال كيليجدار أوغلو: “في خطة التنمية الخماسية العاشرة لعام 2023، كان المستهدف تحقيق إجمالي دخل قومي بمقدار 2 تريليون دولار، ونصيب فرد من الدخل القومي 25 ألف دولار. ولكن البرنامج الاقتصادي الذي أعلنه الوزير الصهر، إجمالي الدخل القومي المستهدف لعام 2023 هو 875 مليار دولار، ونصيب الفرد 10 آلاف دولار فقط. هذا هو حال تركيا الذي تراجعت أهدافها من 2 تريليون دولار لإجمالي الدخول القومي إلى 875 مليار دولار”.
كما شن رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، هجوما على حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي انشق عنه قبل نحو عام.
وخلال مؤتمر لحزبه في ولاية كهرمان مراش، ؤكز داود أوغلو على البرنامج الاقتصادي قائلا: “حسب البرنامج؛ السيناريو الأول الذي يستهدف الصهر تحقيقه هو الوصول إلى المؤشرات الاقتصادية التي كانت تركيا عليها في عام 2007، أي قبل 13 عامًا. وهذا سيناريو متفائل. السيناريو الثاني أكثر سوءاً، وهو الوصول إلى الأرقام التي كنا عليها قبل 15 عامًا”.
وعلق داود أوغلو على تصريح الوزير ألبيراق الذي قال فيه: “سعر الصرف ليس مهمًا نهائيًا بالنسبة لي. سعر الصرف تحت سيطرتنا” قائلا: “لو سمّوا البرنامج الاقتصادي هذا “لا أبالي” لكان منطقيًا”.
واستطرد: “الدين الخارجي بلغ 430 مليار دولار أمريكي، دين ضمان مشروعات التعاون بين القطاعين العام والخاص 154 مليارًا، عجز البنك المركزي من العملات الأجنبية بلغ 45 مليار دولار… ومع ذلك يقول وزير المالية إنه لا يبالي بسعر الصرف”.
وتعرض وزير المالية بيرات ألبيراق للسخرية والانتقاد عقب كشفه عن البرنامج الاقتصادي الجديد لحكومة حزب العدالة والتنمية، إذ رأى معارضون أنه متفائل زيادة عن اللازم.
وفي أول تأكيد على اعتبار المعارضة أن الوزير ألبيراق صهر الرئيس رجب أردوغان يعتمد على توقعات مبالغ فيها، ما كشفته إحصاءات التجارة الخارجية الصادرة عن وزارة التجارة حيث بلغ عجز ميزان التجارة الخارجية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 37.9 مليار دولار، بينما كانت أهداف البرنامج الاقتصادي الجديد الذي كشف عنه ألبيراق الثلاثاء الماضي، تتوقع تسجيل عجز تجارة خارجية لا يتجاوز 38.1 مليار دولار في نهاية العام الجاري.
وكان من المثير أن بيرات ألبيراق قال تعليقا على تراجع قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية إنه لا يهتم بذلك طالما الصناعة مستمرة في البلاد، مما أثار انتقاد الخبراء الاقتصاديين والسياسيين.
على ذلك قال تمل كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة تعليقا “اليوم تصريحات وزير الخزانة والمالية تثير قلقنا، إذا أنه لا يمكن لشخص لا يفقه شيئا عن الاقتصاد بهذا القدر إدارة اقتصاد دولة. ليس بالإمكان إصلاح الاقتصاد بحملات الانطباعات العامة الكاذبة”.
–