القاهرة (زمان التركية)ــ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن التدخلات الإقليمية من جانب إيران وتركيا، تهدد أمن 350 مليون عربي، وتسعى لتشكيل ولائات طائفية بغرض تخريب الإقليم العربي.
أبو الغيط قال في حوار مع صحيفة “الأخبار” المصرية: لدينا أراضٍ عربية محتلة بقوات عسكرية وميليشيات تابعة لتركيا وإيران. فى بعض مناطق شمال سوريا يجرى التعامل بالليرة التركية، وتُفرض فى بعض المناطق ومعسكرات النازحين مناهج التعليم التركية.
أضاف “الميليشيات الإيرانية لها وجود عسكرى على الأرض السورية. وهناك ميليشيات تابعة لإيران تؤثر بشدة على استقرار عدد من الدول العربية الأخرى”.
واعتبر أمين عام الجامعة العربية أن “هذا وضع غير مسبوق، وينبغى أن يدفعنا جميعا فى العالم العربى للتنبه لما يحدث. نحن نتكلم عن احتلال لمناطق عربية بواسطة قوات أجنبية.. نتحدث عن مخططات -لا يجتهد أصحابها حتى لإخفائها- لفرض الهيمنة والسيطرة على الإقليم.. نتحدث عن مقدرات عربية تسعى هذه القوى الإقليمية لوضع اليد عليها. هذا وضع لا يمكن أن يكون مقبولًا ليس فقط من قِبل الدول التى تُعانى هذه التدخلات، ولكن من الدول العربية جميعا.. ومن الجامعة العربية التى تُعبر عنها. لا ينبغى أن نقبل بمشاريع غير عربية لإقليم يسكنه 350 مليون عربي”.
وحول التدخلات التركية، قال ابو الغيط إنها “أصبحت أكثر اجتراءً” وذكر أن “هناك انتهاكات للسيادة العراقية من خلال اعتداءات عسكرية متكررة. وهناك احتلالٌ لجزء من الإقليم السورى.. وهناك تورط عسكرى فى الأزمة الليبية”.
وأوضح أبو الغيط أنه فى مارس الماضى أصدر المجلس الوزارى العربى قراراً يُدين كافة هذه التدخلات ويرفضها. وتم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية معنية بمتابعة التدخلات التركية فى الشئون الداخلية للدول العربية.. وعلى هامش انعقاد مجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى 9 سبتمبر 2020، عقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها.. وتم إدراج بند التدخلات التركية كبند دائم على جدول أعمال المجلس الوزارى.. وما يُشير إليه ذلك كله هو أن ثمة تنبها ويقظةً من الجانب العربى للمخططات التركية، وهناك تحرك نحو التعامل مع ما تنطوى هذه المخططات من تهديدات للأمن القومى العربى.. التعامل بنظرة شمولية وليس تجزيئية.
الأمين العام للجامعة العربية قال إنه “لا ينبغى أن نُفكر بمنطق أن هذه التدخلات تحدث فى هذه الدولة العربية أو تلك، بل يتعين علينا رؤيتها كتهديد للأمن القومى فى مجمله. وهذا ينطبق أيضاً على التدخلات الإيرانية التى تتخذ اكثر من صورة فى أكثر من دولة عربية. ولكن فى النهاية هدف هذه التدخلات واحد وهو زعزعة الاستقرار الداخلى فى الدول العربية، وتكوين ولاءات طائفية تتجاوز الدولة الوطنية، وتعمل -فى أحيان كثيرة- على تقويضها وتخريبها”.