أنقرة (زمان التركية) – أدلى رئيس حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو، عقب لقائه رئيس الحزب الديمقراطي الكردي، جولتاكين أويصال بتصريحات تدل على دعوته إلى التفرقة بين حزب العمال الكردستاني الذي يحمل السلاح في وجه الدولة وحزب الشعوب الديموقراطي الممثل في البرلمان.
عقب اللقاء أمس الأربعاء، في المقر الرئيس لحزب المستقبل في أنقرة، عقد زعيما الحزبان مؤتمرًا صحافيًا، تلقى داود أوغلو خلاله سؤالا عن مدى دعمه لأعضاء وقيادات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعتقلين مؤخرا على خلفية أحداث كوباني في 2014، خلال فترة رئاسته مجلس الوزراء، والتصريحات التي أدلى بها بحق الأكراد.
وفي حديثه عن وجود قطبين متطرفين في البلاد، قال داود أوغلو: “أحد الأقطاب يدعي أنه يتحدث باسم الحريات، ويريد إنشاء نظام جديد من خلال تجاهل النظام العام. “نحن نمثل النظام العام ضد التطرف الأول. ولكن أثناء القيام بذلك، لم نقع في السخط الثاني. نحن أيضًا ضد نظام يتم فيه تجاهل المجتمع المدني ويتم تدمير القانون”.
داود أوغلو في رده أكد أنه خلال فترة رئاسة الوزراء كان يناضل في وجه حزب العمال الكردستاني وكذلك داعش وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري، مشددًا على أنه لم يتجاهل أي مواطن تعرض للضرر خلال فرض النظام العام في المناطق الكردية، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق باعتقال أعضاء وقيادات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي قبل أيام، بتهمة تورطهم في أحداث كوباني (عين العرب) 6-7 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، قال داود أوغلو: “لماذا نرجع إلى ما قبل 6 سنوات! السنة الماضية ظهر عثمان أوجلان، شقيق الإرهابي عبد الله أوجلان على قنوات الدولة. من سمح له بذلك، عليكم أن تعتقلونه أولًا”.
وكان المتحدث الرسمي باسم حزب المستقبل سليم تامورجي، قال تعليقا على صدور قرارات اعتقال بحق 82 من السياسيين الأكراد : “لا يمكننا أن نصل إلى تركيا أكثر ديمقراطية من خلال اعتبار انتقاداتنا إرهابًا، واستخدام القضاء آلة لتحقيق ذلك”.
وقال: “لماذا الآن، بالرغم من مرور 6 سنوات على أحداث كوباني؟ ألم يحاكموا من قبل؟ كيف يمكننا أن نصدق دولة هي نفسها استضافت شقيق -عبد الله- أوجلان على تليفزيونها الرسمي؟ لو كان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي شارك في انتخابات المحليات مع تحالف الجمهور الذي قاده أردوغان، هل كانت الاعتقالات قد حدثت؟ على النيابة العامة نشر ما لديها من أدلة على وجه السرعة”.
ماذا حدث في أحداث كوباني 6-7 أكتوبر/ تشرين الأول 2014؟
في تلك الفترة حاصر تنظيم داعش الإرهابي بلدة عين العرب (كوباني) التي تضم أغلبية من القبائل والعائلات الكردية، في تلك الأثناء حاول مقاتلو تنظيم قوات وحدات حماية الشعب الكردية الدخول إلى شمال سوريا لمحاولة فك الحصار عن كوباني، إلا أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا منعتهم، الأمر الذي دفع حزب الشعوب الديمقراطي، وهو الحزب الكردي الأكبر في تركيا، لدعوة أنصاره للنزول للتظاهر ضد الحكومة بداءً من يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، مما أسفر عن سقوط 64 قتيلًا و682 مصابًا.
–