أنقرة (زمن تركيا) – هاجم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، حكومة حزب العدالة والتنمية على خلفية وفاة المواطن الكردي ثروت تورجوت بعد إلقائه من طائرة مروحية، متهمًا الحكومة بالتستر على الواقعة بدلًا من التحقيق فيها.
وقال باباجان في تصريحاته: “مهمة الدولة ليس التستر على ادعاءات التعذيب، وإنما كشف الذي تعرض له تورجوت”.
تصريحات باباجان جاءت من خلال منشورات على تويتر، قائلًا: “لقد توفي المزارع ثروت تورجوت، من أبناء مدينة فان، البالغ من العمر 55 عامًا، بعد إلقاء القبض عليه. ونقله باستخدام طائرة مروحية. مهمة الدولة ليست التستر على ادعاءات التعذيب، وإنما كشف الذي تعرض له تورجوت. نسأل الله أن يرحم تورجوت، ويلهم أهله وأقاربه الصبر والسلوان”.
البرلماني عن حزب الديمقراطية والتقدم، مصطفى يانار أوغلو، أعلن أنه قام بالاتصال هاتفيًا بنجل ثروت تورجوت، وأبلغه التعازي، وعلق قائلا: “أسأل الله أن يرحم ثروت تورجوت الذي لم يتحمل التعذيب القاسي”.
وبعد عشرين يوما قضاها في العناية المركزة، فارق ثروت تورجوت الحياة متأثرا بجراحه، حيث ذكر تقرير المستشفى أنه سقط من مروحية.
وكانت ولاية فان قد أصدرت بيانا زعمت خلاله أن ثروت تورجوت (55 عاما) وعثمان شيبان (50 عاما) قد قفزا من المروحية بعد اعتقالهما أثناء حملة شنتها قوات الأمن في ريف مزرعة سوريك في حي أنضيشان ببلدة شاتاك، مفيدة أن الشخصين لم ينصاعا لمطالبات قوات الأمن لهما بالتوقف ليسقطا من أعلى الصخور أثناء محاولتهم الفرار.
من جانب آخر قال محامي وأقارب الضحيتين إن بيان الولاية لا يعكس الحقيقة، مؤكدين أن قوات الأمن قامت باصطحاب الضحيتين أمام أعينهم بينما كانا يعملان بالحقل ووضعتهما داخل المروحية.
هذا وأكد محامي وأقارب الضحيتين أنه لم تقع أية محاولات هروب أو مقاومة من طرف الضحيتين وأنهم علموا بنقلهما إلى المشفى بعد مرور ثلاثة أيام على اصطحاب قوات الأمن لهما.
وكانت منظمة العفو الدولية الحكومة التركية خاطبت الحكومة التركية بشأن ما أثير حول إلقاء مواطنين كرديين في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، من مروحية، مؤكدة على ضرورة التحقيق في القضية بشكل مستقل وحيادي.
منظمة العفو الدولية أكدت في خطابها أن البيان الصادر عن والي فان في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري بشأن الحادث وادعاء أنه حدث خلال عملية عسكرية، يعتبر مثيرا للقلق البالغ، ويتناقض مع التقارير الطبية، وقالت في خطابها: “يجب التحقيق في عمليات التعذيب والمعاملة السيئة بحيادية واستقلالية كاملة، في ضوء قوانين حقوق الإنسان والمعايير الدولية. ويجب محاكمة المتورطين في الحادث بشكل عادل”.
ودعت المنظمة المسؤولين الأتراك للسماح لها بالوصول إلى مراحل التقاضي للدعوى المرفوعة حول الواقعة، وقالت: “نشعر بقلق بالغ بسبب الادعاءات المفجعة المنتشرة بشأن إلقاء المواطنين عثمان شيبان وثروت تورجوت من طائرة مروحية”.
وكان تقرير طبي صادر عن مستشفى استقبلت شخصين من إحدى قرى ولاية فان في شرق تركيا، أشار إلى أن شخصين أحضرهما جنود إلى المستشفى حالتهما خطيرة بعد تعرضهما للسقوط من طائرة مروحية، وتبين لاحقا أنهما كانا معتقلين.
قوات الأمن التابعة لبلدة تشاتك في مدينة فان، كانت قد شنت حملة أمنية في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وألقت خلالها القبض على قرويين الأول يدعى عثمان شيبان (50 عامًا) والثاني ثروت تورجوت (55 عامًا)، بعدها عثر عليهما في غرفة العناية المركزة في المستشفى التعليمي بالمدينة.
تقرير المستشفى الخاص بالحالة الصحية لعثمان شيبان، ذكر أنه تعرض لإصابات بكدمات في كلتا العينين، وانتفاخ في مناطق الرأس والرقبة والوجه، كما ورد أن سيبان تقيأ دماً. وأُحيل إلى مستشفى فان الإقليمي للتدريب والبحوث بعد أن قرر الأطباء أنه بحاجة إلى عناية مركزة.
–