أنقرة (زمان التركية)ــ بينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان افتتاح 300 مصنع جديد في يوم واحد، تبين أن بعضها يعمل منذ 45 عامًا، فيما يشير إلى محاولة صنع إنجاز وهمي بينما الواقع يتحدث عن تدهور اقتصادي.
أردوغان أجرى مؤخرا افتتاحا جماعيا قيل إنه الأضخم حتى اليوم حيث افتتح 300 مصنع دفعة واحدة، زاعمًا أن هذه المصانع التي بلغت استثماراتها 15 مليار ليرة تركية، ستوفر 45 ألف فرصة عمل.
وقال أردوغان: “عند إضافة فرص العمل غير المباشرة سيرتفع العدد إلى 100 ألف. ومن المنتظر أن تحقق مدينة غازي عنتاب إسهامًا بقيمة أكثر من 1 مليار دولار أمريكي، من خلال دخول هذه المصانع في مرحلة الإنتح الكامل”.
وزارة الصناعة والتجارة نشرت قائمة بأسماء الـ 300 مصنع على موقعها الإلكتروني، وقالت إنها مصانع جديدة، إلا أنها في الحقيقة شركات قائمة منذ سنوات تتراوح بين 10 و45 عامًا.
على سبيل المثال لا الحصر القائمة تضم شركة “شيراجي” للمنسوجات، لكنها تأسست عام 1997، وتمتلك 4 مصانع في عدد من المناطق الصناعية.
شركة أخرى تدعى باريم أمبلاج “Barem Ambalaj” للتغليف والتعبئة، ذكر اسمها في قائمة المصانع الجديدة، إلا أنها افتتحت من قبل وزير الداخلية سليمان صويلو ووزير العدل عبد الحميد جول في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
رئيس فرع اتحاد نقابات العمل الثوريين في مدينة غازي عنتاب، محمد تُركمان، أوضح أن أكثر من 100 شركة مذكورة في قائمة وزارة التجارة والصناعة، هي شركات قائمة بالفعل.
وقال تركمان: “هناك مصانع قائمة بالفعل منذ 40 عامًا. على سبيل المثال، أحد المصانع انتقل من المنطقة الصناعية الأولى إلى المنطقة الصناعية الخامسة. ولكنهم احتسبوا ذلك بمثابة تأسيس مصنع جديد. مصانع المنسوجات والسجاد المذكورة في القائمة هي مصانع قائمة منذ سنوات طويلة. وكذلك تضم القائمة أسماء شركات أعلنت إفلاسها”.
يذكر أن إحصائات البطالة الرسمية تشير إلى وجود 4 ملايين و101 ألف عاطل عن العمل في تركيا. وسجل التضخم في تركيا الشهر الماضي نحو 11.77 في المئة على أساس سنوي.
وانتقد سياسيون معارضون أداء الحكومة واتهموها بتضليل الشعب ببيانات وهمية عن الاقتصاد وتقديم حلول قصيرة المدى.
وقال رئيس حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو في خطاب للحكومة منتقدا عدم الشفافي: “عليكم أن تدركوا أنه لا يمكن أن تخرج تركيا إلى بر الأمان من خلال عمليات اختراق عقول الناس وشحن أذهانهم بمعلومات مضللة. لا يمكن للمريض أن يسترد عافيته بمجرد رفع معنوياته لمدة محدودة”.
فيما قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، الأسبوع الماضي في تعليق على بيانات هيئة الأحصاء حول معدل البطالة، إن المستثمرين لا يثقون في البيانات الرسمية، لافتا إلى أن الوزراء لا دور فعلي لهم في الحكومة.
وأثناء مشاركته في برنامج على قناة (فوكس تي في) ذكر باباجان أن الحماس أمر مهم في الاقتصاد غير أن هذا لا يعني تزوير الواقع، قائلا: “الرئيس يتحدث عن تصاعد الاقتصاد التركي، لكن كيف سيشرح هذا الأمر للمواطن؟ هيئة الإحصاء التركية أعلنت نسبة التضخم عند مستوى 12 في المئة غير أن معدلات التضخم الفعلية أعلى من الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، فمعدلات التضخم الفعلية تتراوح بين 30 و50 في المئة. لماذا سيستثمر المستثمر في تركيا بعد شعوره أن السلطات لا تقول الحقيقة وأن هيئة الإحصاء التركية لا تكشف عن معدلات التضخم الفعلية؟”.
وذكر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم أن الإدارة الحالية لتركيا أصبحت منعزلة عن الشعب ومنشغلة بالترويج لنجاحات وهمية وانتقد تبعية البنك المركزي للرئيس، قائلا: “أغلقوا على أنفسهم أبواب القصر ويحاولون رفع الثقة من خلال البيانات والإحصاءات. هذه جهود غير مجدية، فالمواطن يرى الحقائق واضحة. جميع البيانات انقلبت رأسًا على عقب منذ يونيو/ حزيران من عام 2018. السياسة المالية بلغت مرحلة خاطئة، لأن البنك المركزي لم يعد مستقلا”.
–