أنقرة (زمان التركية) – قال السفير التركي الأسبق لدى مصر ياشار ياكيش، إن تحسين العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة منذ عام 2013 سيفتح الأبواب أمام تركيا في شرق المتوسط وشمال أفريقيا وآسيا، مؤكدًا على ضرورة أن تعيد تركيا فتح سفارتها في القاهرة مرة أخرى.
جاء ذلك تعليقا على التصريحات الأخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إجراء مفاوضات استخباراتية بين البلدين.
ياشار ياكيش الذي شغل كذلك منصب أول وزير خارجية في حكومة حزب العدالة والتنمية، وسفير تركيا لدى القاهرة في الفترة بين 1995 و1998، قال: “بصفتي شخصًا ساهمت بشكل مباشر في الصداقة بين تركيا ومصر، أحزن كثيرًا على الوضع الحالي. مصر وتركيا بلدان كبيران يمكنهما القيام بأعمال جميلة للغاية معًا ويحتاج كل منهما إلى الآخر. في الفترة التي كانت العلاقات جيدة بين البلدين، انعكس ذلك على تركيا إيجابًا، وأرى أنه في حال عودة العلاقات لطبيعتها سيكون لذلك نتائج إيجابية لصالح تركيا”.
ياكيش أضاف قائلًا: “الأتراك ذهبوا إلى مصر في مجموعات مكونة من عشرات الآلاف في عام 868 أي قبل 1200 عام تقريبًا. أي أن الأتراك ذهبوا إلى مصر قبل أن يذهبوا إلى الأناضول. وفي عهد الدولة العثمانية لم يذهب من الأناضول الأتراك فقط، وإنما ذهبت مجموعات مختلفة أبرزها الأتراك القبجاقيون، حيث يعود ذهابهم لأزمة بعيدة”.
وفيما يتعلق بالخلافات في منطقة شرق المتوسط، قال: “بدأت الدراسات في هذا الملف قبل سنوات بمشاركة عدد كبير من الدول، ولكن تركيا أبدت عدم اهتمامها في ذلك الوقت. لو كانت تركيا قد اهتمت بالأمر منذ البداية، وشاركت في هذه الدراسات، أعتقد أنه ما كان لهذه المشكلات الحالية أن تحدث. تركيا الآن تتحدث عن أن الجزر -اليونانية- لا يمكن أن يكون لها مياه اقتصادية خالصة”.
أظهر الرئيس التركي رجب أردوغان تحولا كبيرا في موقفه من مصر على خلفية تطورات منطقة شرق المتوسط التي توترت فيها الأوضاع بسبب إصرار أنقرة على التنقيب عن النفط.
أردوغان الذي طالما هاجم القاهرة على مدار سبع سنوات؛ قال يوم الجمعة إنه لا مانع من لإجراء مفاوضات ولقاءات استخباراتية مع مصر، وأكد في تصريحات عقب صلاة الجمعة أن: “إجراء مفاوضات ومباحثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وسنقوم به. لا يوجد مانع من أي جهة، ولكن اتفاقهم مع اليونان أحزننا”. في إشارة إلى إعلان ترسيم الحدود البحرية بين مصر وإيطاليا الشهر الماضي الذي سبق وقال أردوغان عنه إنه لا يعترف به.
من جانبها اعتبرت الخارجية المصرية أن هناك عدم “مصداقية” في خطاب المسئولين الأتراك، يؤكده الإصرار على تناول الوضع السياسي في مصر من وجهة نظر سلبية، حتى عندما يتم الحديث عن السعي لإقامة علاقات بين البلدين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ قال تعليقا على حديث وزير خارجية تركي مع قناة CNN TURK عن رغبة بلاده في إقامة اتفاق ترسيم حدود بحرية مع مصر، إن اللقاء تضمن “تناولا سلبيا حول ما شهدته مصر من تطورات سياسية اتصالا بثورة 30 يونيو، بما يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماما للواقع بهدف خدمة توجهات أيديولوجية”.
هذا، وقد أكد الناطق باسم الخارجية “الرفض الكامل لهذا النهج”، منوها إلى أن “الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وفى نفس الوقت بهذا القدر من التناقض، إنما يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية”.
–