أنقرة (زمان التركية) – يكثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التصريحات المعبرة عن عدم رغبة بلاده في انتهاج سياسة عدوانية، قبيل أيام من انعقاد قمة حاسمة للاتحاد الأوربي حول الموقف من تركيا.
أردوغان، بعد أسابيع من إصرار تركيا على رفع التوتر بالمنطقة، وتوجيه تهديدات إلى اليونان، قال في تغريدة عبر تويتر ذكر فيها أن بلاده تسعى للتوصل إلى حل مربح للجميع من خلال الحوار.
قال أردوغان في تغريدته محاولا من خلالها إظهار عدم تعمد إشعال التوترات: “تركيا دولة قديمة وعريقة يمتد تاريخها لألفي عام. وندير جميع المراحل التي مرت بها بشكل وقور وناضح دون أي ضغينة ولم نلجأ أبدا للأعمال الاستفزازية المتعمدة”.
أضاف أردوغان: “نحن نسعى لإفساح المجال للدبلوماسية كلما سنحت الفرصة بالإنصات لكل دعوة صادقة والتوصل لحل مربح للجميع عبر الحوار. وسنواصل الدفاع عن كل قطرة مياه وكل شبر من تركيا باتباع هذه الرؤية”.
تغريدة أردوغان جائت عقب تغريدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا خلالها تريكا إلى “الحوار”.
ماركون قال في تغريدته عبر تويتر، باللغتين الفرنسية والتركية: “أرسلنا من أجاكسيو -في جزيرة كورسيكا- رسالة واضحة إلى تركيا. علينا أن نعيد فتح المجال لحوار مسؤول حسن النية، دون سذاجة. هذه هي أيضا دعوة البرلمان الأوروبي. يبدو أنها سُمعت. فلنتقدم إلى الأمام”.
ماكرون كان قد استقبل نظرائه بالدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط من إيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا واليونان وجنوب قبرص، في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وقال خلال القمة: “علينا نحن الأوروبيين أن نكون أقوياء وصارمين في مواجهة أردوغان” مؤكدا على أنه على أوروبا التحرك بشكل مشترك ضد الرئيس التركي، كما قال إنه يجب التفرقة بين الشعب التركي والحكومة.
وكان أردوغان ألمح أمس الأول في تصريحات عقب صلاة الجمعة إلى أن سحب سفينة الأبحاث والتنقيب تمنح مساحة للحوار، قائلًا: “إذا كنا قد سحبنا السفينة أوروتش رئيس إلى الميناء للصيانة، فإن هذا له معنى!”.
وجائت الخطوة مع قرب عقد القمة الأوربية المنتظر اتخاذ عقوبات فيها ضد تركيا إذا لم توقف أنشطتها شرق المتوسط.
ومنح قادة الاتحاد الأوروبي تركيا مهلة أخيرة لخفض التوترات في شرق المتوسط قبل انعقاد قمته هذا الأسبوع، والا ستواجه عقوبات بينها اقتصادية، وفي سبيل ذلك تحدث مسئولون أتراك عن أهمية الحوار مع اليونان.
وفي تصريحاته عقب صلاة الجمعة أكد أردوغان الذي طالما هاجم القاهرة على مدار سبع سنوات أنه يريد فتح صفحة جديدة مع مصر، قائلا: “إجراء مفاوضات ومباحثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وسنقوم به. لا يوجد مانع من أي جهة، ولكن اتفاقهم مع اليونان أحزننا”. في إشارة إلى إعلان ترسيم الحدود البحرية بين مصر وإيطاليا الشهر الماضي الذي سبق وقال أردوغان عنه إنه لا يعترف به.
كما أثنى وزير خارجية تركيا مولود حاويش أوغلو على عدم تعدي مصر على حقوق بلاده في الاتفاقية البحرية الموقعة مع اليونان، وأبدى رغبة تركية بتوقيع اتفاق مماثل مع مصر، لكن الخارجية المصرية قالت في وقت لاحق إنها لا تثق تماما في تصريحات المسئولين الأتراك وأنها لا تتسق مع الواقع حيث لا تزال تركيا تتناول الواقع السياسي في مصر بشكل سلبي.
والأسبوع الماضي قررت الرئاسة التركية، أن ترد متأخرا على الدعوات التي وجهتها أوروبا سابقا إلى تركيا من أجل التهدئة، وتحدث الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين، عن ضرورة حل مشاكل شرق المتوسط سلميا.
واعتبر كالين في أول تعبير من مؤسسة الرئاسة عن محاولة تدارك الأزمة مع اليونان وقبرص ومصر وحلفائهما قبيل انعقاد القمة الأوروبية، أنه بالإمكان حل المشكلات القائمة في شرق المتوسط عبر الطرق السلمية، وقال: “النهج الشامل والعقلاني والعادل سيقدم إسهامات بناءة. تركيا ليس لديها مطامع في أي دولة، لكنها عازمة على عدم السماح لأحد بسلب حقوقها”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط خلال قمة في جزيرة كورسيكا إلى التحرك بشكل مشترك ضد الرئيس التركي، كما قال إنه يجب التفرقة بين الشعب التركي والحكومة. وأضاف خلال القمة: “علينا نحن الأوروبيين أن نكون أقوياء وصارمين في مواجهة أردوغان”.
–