أنقرة (زمان التركية) – بعد تدخل من لجنة الاختفاء القسري في الأمم المتحدة، أخلت السلطات في تركيا سبيل معلم اختطفته المخابرات التركية من الجابون مع اثنين آخرين وقامت بترحيلهم إلى تركيا.
ومنذ عامين يحاكم كل من عدنان دميراونال وإبراهيم أكباس وعثمان أوزبينار بتهمة تأسيس وإدارة تنظيم إرهابي مسلح والتجسس الدولي، لمجرد صلتهم بحركة الخدمة، وعقب حبسهم امتثل المعلمون أمام القضاء عدة مرات، غير أن المحاكم المحلية قضت بمواصلة حبسهم.
وكانت لجنة الاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة أرسلت خطابا إلى السلطات التركية بشأن المعلمين الثلاثة المختطفين، بعدما تواصل معها الناشط في حقوق الإنسان كرتولوش باشتيمار.
باشتيمار أكد أن اللجوء للأمم المتحدة يؤدي إلى نتائج سريعة قائلا: “عقب تلقي الأمانة العامة للجنة الاختفاء القسري طلبنا أبلغتنا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء قضايا الاختطاف في أقرب فرصة ممكنة. وبهذا أفضى الطلب الذي تم التقدم به إلى الأمم المتحدة لنتائج سريعة وتم إخلاء سبيل عدنان دميراونال. وننتظر أن تعلن اللجنة قرارها بشأن المعلمين الآخرين أيضًا”.
إخلاء سبيل كاتشماز عقب قرار الأمم المتحدة.
وأكد باشتيمار أن الطلبات المقدمة للأمم المتحدة هي طلبات مؤثرة لأقصى درجة وتسفر عن نتائج سريعة، مفيدا أن السلطات التركية سبق أن أخلت سبيل مسعود كاتشمار أيضًا ضمن أحد قضايا الاختطاف السابقة عقب صدور قرار الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وتنفذ المخابرات التركية أعمال الترحيل والاختطاف الغير قانوني في مختلف دول العالم لمعارضيها منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 من خلال التنسيق مع أجهزة مخابرات تلك الدول او حتى بدون تنسيق.
وبحسب تقرير لموقع correvtiv.org بعنوان “سراديب تركيا المظلمة”، فإن الحكومة التركية تستغل إمكانيات وقوة الدولة والمؤسسات الاستخباراتية التابعة لها، من أجل خطف الأشخاص الذين ينتمون لحركة الخدمة داخل تركيا وخارجها، وتتحفظ عليهم لفترة طويلة وتمارس عليهم التعذيب.
وفي عام 2018 نجح جهاز الاستخبارات التركي في اختطاف ثلاثة معلمين أتراك من الجابون هم عثمان أوزبينار وإبراهيم أكباش وعدنان دمير أونال، وجميعهم يعملون في مدرسة تابعة لحركة الخدمة، ورحلوا قسريا إلى تركيا عبر طائرة خاصة.
ومنذ نهاية عام 2016 بدأ “أردوغان” إصدار أوامره بخطف أي موظف تركي يعمل في مؤسسات الخدمة خارج حدود البلاد، وبدأت أجهزة المخابرات التركية حصر هؤلاء الموظفين وتعقبهم بغية خطفهم وإعادتهم قسرًا لأنقرة ثم اعتقالهم وتعذيبهم ومحاسبتهم، ورغم عدم وجود حصر لأعداد المختطفين إلا أن هناك بعض الحالات التي تم تسليط الأضواء عليها، ومنها ..
وعقب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو 2016 أطلق الرئيس التركي رجب أردوغان حربًا بلا هوادة ضد مؤسسات حركة الخدمة، ومؤسسها المفكر الإسلامي التركي “فتح الله كولن” ومؤيديها وموظفيها، ومعارضيه من الصحفيين والأكاديميين بل وحتى الفنانين؛ وذلك بذريعة التحريض علي الانقلاب الفاشل. ولا يمر يوم واحد دون إصدار العشرات من قرارات الاعتقال بحق المواطنين دون أى دليل إدانة قانوني سوى أنهم عملوا في مؤسسة تابعة لحركة الخدمة (مدرسة ابتدائية، مراكز التحضير للجامعة، بيوت الطلبة، مشفى، جامعة، جريدة، ….)، حتى تجاوز عدد المواطنين الذين تم اعتقالهم في ثلاثة أعوام نصف مليون مواطن.
–