أنقرة (زمان التركية) – زعم الكاتب التركي محمود أوفور في مقال بصحيفة صباح التركية، أن الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعتقل منذ نحو ثلاث سنوات، صلاح الدين دميرتاش، يستعد لتأسيس حزب يساري.
وأشار أوفور إلى وجود دلالات كبيرة على حدوث انقسام داخل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، قائلا: “فمن ناحية هناك صراع بين زعماء حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وزعيمه الأعلى المسجون عبد الله أوجلان وبين هذا الأخير وصلاح الدين دميرتاش.. ومن ناحية أخرى تتزايد التوترات بين العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردي بالعراق، كما أن حضور العمال الكردستاني في المنطقة كأداة أمريكية محط جدل عميق في حد ذاته”.
وأكد أوفور أن كل هذه الأمور تنعكس على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من الداخل وأن الأمر لا يقتصر على هذه الأمور بل أن الحزب يشهد مجالين من التوترات بالتزامن مع كل هذه التوترات الخارجية والداخلية، قائلا: “أحد مجالي التوتر المشار إليهما هو أن يتألف قيادات الشعوب الديمقراطي ونوابه من العناصر اليسارية التركية المفصومة عن المجتمع؛ والأمر الآخر هو طرح دميرتاش رسائل سياسية كثيرا خلال الآونة الأخيرة. وتركيز دميرتاش على قضية ليست ضمن أولويات الكوادر السياسية الكردية كالنظام البرلماني القوي وتقربه من الأحزاب اليسارية ووسائل الإعلام اليسارية ما يشير إلى استعداده لتأسيس حزب جديد”.
وأضاف أوفور أن معارضة أردوغان هي أكبر هدف سياسي لدميرتاش ونقل عن عضو بحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، قوله: “دميرتاش لا يزال حريصا على الإطاحة بأردوغان. كل ما يفكر فيه هو رحيل أردوغان فقط وليس لديه أي تصور لما بعد رحيل أردوغان تماما مثل حزب الشعب الجمهوري والليبراليين اليساريين وحركة الخدمة. ولهذا هناك احتمالية أن يؤسس دميرتاش حزبا جديدا بالتحالف مع التيار اليساري التركي. في هذه الحالة قد يحصد أصوات الناخبين من المدن الكبرى لكنه لن يتمكن من حصد أصوات الأكراد”.
هذا وذكر أوفور أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يعاني من صدوع حادة وفي حال انهيار أحدها فلن يتمتع أحد بالروح المعنوية لإعطاء الأولوية للسياسة والتوعد بإنهاء الصراعات المسلحة قائلا: “تلك الروح المعنوية موجودة لدى أمهات دياربكر لكن للأسف لا يوجد سياسي يتمتع بالفراسة لرؤيتها”.
وفي تعليق على المقال، قال المحلل السياسي محمد عبيد الله إن التحليل الذي قدمه محمود أوفور يستهدف الإيقاع بين قادة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، مما يصب في مصلحة الرئيس رجب أردوغان الذي يسعي إلى تفتيت المعارضة المتحدة على وجوب إسقاطه.
يشار إلى أن صلاح الدين دميرتاش الذي ترشح للانتخابات الرئاسية الدورة الماضية معتقل منذ 4 نوفمبر/ تشرين الأول 2016، ويواجه العديد من الأزمات الصحية، وبالرغم من ذلك ترفض حكومة حزب العدالة والتنمية الإفراج عنه، في الوقت الذي أفرج بموجب “قانون العفو” عن قادة المافيا والعصابات والمجرمين الجنائيين بعد إجراء تعديلات في إطار تدابير فيروس كورونا.
وترفض السلطات التركية الإفراج عن دميرتاش بالرغم من قرار المحكمة الدستورية التركية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بضرورة الإفراج عنه.
–