النرويج (زمان التركية) – اتهمت البرلمانية النرويجية التي شغلت منصب مقررة تركيا في البرلمان الأوروبي، إنجابجورغ جودسيكسين، أنقرة بمحاولة التدخل في التقارير التي كانت تعدها عن الوضع في تركيا بعد انقلاب 2016.
جودسيكسين كانت قد أجرت زيارتين إلى تركيا بعد محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، وقالت خلال زيارتها للأماكن التي تعرضت للقصف في العاصمة أنقرة خلال ليلة الانقلاب: “أحداث انقلاب 2016 تبدو أبعادها ونتائجها أصغر مما هو متوقع إذا أخذنا بعين الاعتبار الأطروحة التي تقول بأن العسكر استعدوا لمحاولة الانقلاب قبل وقت طويل. فعلى سبيل المثال كانت الخسائر التي تعرض لها قصر رئاسة الجمهورية صغيرة للغاية.. وكذلك توقيت عملية قصف البرلمان، واختيار أجزاء منه بحيث لا يتواجد فيها أحد، من الأمور التي تثير العديد من علامات الاستفهام”.
تصريحات جودسيكسين جاءت تعليقًا على زيارة رئيس محكمة حقوق الإنسان الأوروبية روبيرت سبانو إلى تركيا، والتي حصل فيها على دكتوراة فخرية من جامعة إسطنبول، الأمر الذي أثار رد فعل كبير في الداخل التركي والأوروبي على حد سواء، في ظل الاتهامات الموجهة إلى أردوغان بتنفيذ ممارسات قمعية ضد شعبه.
جودسيكسين أوضحت أن زياراتها إلى تركيا كانت تتم في إطار برنامج محدد من قبل المسؤولين الأتراك، وأنه عند رغبتها في الخروج عن المسار المحدد أثناء الزيارة لمعاينة الأضرار التي تسبب فيها “الانقلابيون” كانت تواجه الرفض من قبل المسؤولين الأتراك.
وكشفت أن مسؤولين في البرلمان التركي طلبوا منها تحسين صورة تركيا في تقاريرها، وتخفيف حدة الانتقادات الموجهة لها، وقالت: “طلبوا منا تحسين التقرير الخاص بتركيا، وحذف بعض الأجزاء من التقرير”، ولكنها أكدت أنها رفضت هذه المطالب نظراً لأنه لا يمكن التغاضي عن الانتهاكات التي شهدتها تركيا أثناء وبعد محاولة الانقلاب.
وأوضحت أن هذا الأمر كان سببًا لتوتر العلاقات مع الأعضاء الأتراك في البرلمان الأوروبي، قائلة: “بعد تقريري الأول، لم أشعر أنني مرحب بي في تركيا. وبعد التقرير الثاني كان الوضع أكثر سوءًا”.
وكشفت أن الحكومة التركية كانت ترفض دائمًا طلباتها لزيارة السجون، وأن الموافقة الوحيدة لزيارة واحدة فقط تزامن مع توجه تركيا لعقد انتخابات، في إشارة منها إلى أن الموافقة كانت صورية تستهدف تحسين صورة الحكومة قبيل الانتخابات.
وقالت عن زيارتها للسجون إن جميع المساجين كانوا يجبرون على التصويت، مشيرة إلى أن السجناء كانوا يتعرضون للضغط والقمع حتى في وقت إجراء زيارة أوروبية رسمية، على حد قولها.
–