إسطنبول (زمان التركية) – قال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المعارض أكرم إمام أوغلو خلال زيارة إلى متنزه جيزي في ميدان تقسيم الشهير، إن المنطقة شهدت “أهم صفحات النضال”.
وقال إمام أوغلوا من منتزه غيزي الذي شهد في عام 2013 أحداثا احتجاجية شعبية من نشطاء بيئيون تطورت بمشاركة نشطاء سياسيون وشملت أغلب المدن التركية، أنه يرغب في تغير مظهر الكتل الخراسانية المسيطر على المدينة”، وأضاف: “بداية أحداث واحتجاجات جيزي كانت نابعة من هذه الروح والمفهوم، حيث كان المحتجون يطالبون بالحفاظ على المدينة وروحها مع أهاليها، واحترام حق المواطنين في التعبير عن آرائهم وأفكارهم”.
وتابع إمام أوغلو قائلاً: “وبهذه المناسبة أسأل الله أن يتغمد من توفوا خلال هذه الأحداث.. إننا حزينون للغاية على فقداننا بعض شبابنا في أثناء هذه الأحداث التي كانت من أفضل صفحات النضال في تاريخ تركيا”، على حد تعبيره.
وأوضح إمام أوغلو أن الدراسات مستمرة لاختيار أنسب مشروع لتطوير ميدان تقسيم الشهير، وأن هناك 150 مقترحًا أغلبها مشروعات عالمية، قائلًا: “يتم الآن تحليل وتدقيق 20 مشروعًا. نبحث عن مشروع يهدف إلى القضاء على المظهر الخرساني، ويخدم الميدان كاملًا، ويكون قريبًا إلى قلوب المواطنين. وسنعرض 3 مشروعات على المواطنين للتصويت”.
أما فيما يتعلق بادعاءات إزالة المباني الموجودة بين الجامع الجاري إنشاؤه في الميدان والكنيسة الموجودة بالقرب منه، قال: “ندرس كل الاختيارات المطروحة. هذا المكان يحتاج إلى تنظيف حقيقي. هناك مبانٍ مخالفة كثيرة”.
يشار إلى منطقة متنزه جيزي وميدان تقسيم شهدا تظاهرات عارمة في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران من عام 2013، اعتراضًا على قرار حكومة حزب العدالة والتنمية تدمير المتنزه التاريخي الذي يعتبر متنفس المنطقة من أجل إقامة مسجد خرساني ضخم ومركز تجاري، مما أسفر عن مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي لجأت إلى استخدام الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع. كما خرج رئيس الوزراء آنذاك ورئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان واتهم المتظاهرين بالحصول على تمويلات خارجية، ووصفهم بـ”الهمجيين” و”اللصوص” و”الرعاع” وغيرها من الأوصاف المهينة.
وكانت بداية الأحداث سلمية، لكن يرى محللون أنها بدأ يشوبها العنف في الأيام القادمة مع تدخل وتسلل عناصر استخباراتية من أجل استقطاب الشعب التركي بين علمانيين معارضين للحكومة والإسلاميين المؤيدين لها، من أجل رصّ صفوف أنصار الحكومة وإرهاب المعارضين.