إزمير (زمان التركية) – شهدت قضية مخطط اغتيال الراهب الأمريكي أندرو برونسون، الذي اعتقل في تركيا عامين، تطورًا جديدًا، بعد أن كشف أحد الأشخاص عن اتفاق بينه وبين رموز من حزب العدالة والتنمية على اغتيال الراهب وإلصاق التهمة بحركة الخدمة.
شاهد جديد في ملف قضية محاولة اغتيال الراهب برونسون، يدعى “أوفوق جوربوز”، تقدَّم إلى محكمة الجنايات في أزمير التي تنظر القضية، في 18 أغسطس/ آب الجاري، وكشف عن أسرار جديدة حول القضية، بحسب تقرير تحليلي نشره موقع ميديا بولد التركي الإخباري.
مخطط اغتيال الراهب كشف الستار عنه للمرة الأولى من خلال اعترافات زعيم أحد المليشيات المسلحة في تركيا الذي يدعى سيركان كورتولوش عقب اعتقاله في الأرجنتين، بناءً على مذكرة من الإنتربول، بسبب مشاركته في تجارة السلاح وأنشطة الجرائم المنظمة، بالإضافة إلى اتهامه بقتل قائد الطائرة الروسية التي أسقطت على الحدود السورية التركية.
حيث اعترف سيركان كورتولوش في حوار مع رئيس تحرير موقع خبردار الإخباري والمحلل السياسي سعيد صفاء أنه حصل على تعليمات بشأن اغتيال الراهب من النائبة السابقة لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ورئيسة جامعة دوكوز أيلول نوكهات هوتار، واتهام الخدمة بارتكابه.
الشاهد الثاني في ملف القضية أوفوق جوربوز تقدم إلى المحكمة وأدلى باعترافات حول واقعة الاعتداء بالضرب على الصحفي سليمان جانتشال، ومحاولة اغتيال الراهب برونسون.
وقال جوربوز في اعترافاته: “تابعت تصريحات سيركان كورتولوش عن كثب. وقد أخبرت رئيس المحكمة قبل ذلك أنني شاهد بنفسي على الأحداث التي ذكرها كورتولوش في اعترافاته وذلك خوفًا على نفسي من القتل، ويبقى الموضوع سرا معي”.
وأوضح أن نائبة رئيس حزب العدالة والتنمية في إزمير، نوكهات هوتار جاءت في أحد الأيام وكانت غاضبة مما كتبه عنها أحد الصحافيين، وطلبت من أحمد كورتولوش، وهو نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في مدينة إزمير وتعرض للاغتيال بسبب رفضه الصمت عن تلك الفضائح، أن يجعل الصحفي الذي هاجمهما يصمت حتى الأبد ولا يكتب مجددًا عنها شيئا ضدها، مشيرًا إلى أن سرقان كورتولوش أصدر تعليمات لرجاله لينظموا عملية اعتداء عليه، وهم قد فعلوا ذلك بالفعل حيث ضربوه.
وأضاف جوربوز: “أحمد كورتولوش أعدَّ ملفًا كاملًا حول الراهب برونسون، مستندًا إلى مصادر أمنية ومصادر أخرى. وكان يحتفظ بهذا الملف بشكل سري، وفي اليوم الذي جاءت فيه نوكهات هوتار إلى مكتبنا، جاء أحمد كورتولوش وسرقان كورتولوش وشخصان آخران أيضا لا أعرفهما واستمر اللقاء بينهم لمدة ساعة تقريبًا، وبعدها غادروا المكتب ومعهم ملف الراهب برونسون”.
وأكد أنه شهد استلام سرقان كورتولوش حقيبة مليئة بالنقود من نوكهات هوتار، مقابل أن يقوم بتهديد رجال الأعمال واتهامهم بالانتماء لحركة الخدمة لكي يحصلوا على أموال منهم”.
وأفاد جوربوز أن هذه العصابة التي “امتهنت اتهام الناس بالانتماء إلى منظمة فتح الله كولن” كانت تتعامل مع وكيل النائب العام في دار القضاء، أوكان باتو، وكانت تزوده بالمعلومات الخاصة بأسماء رجال الأعمال الرافضين لدفع الأموال”.
وقال: “كان أحمد سرقان دائمًا، ما يقول إنه لن يمسهم شيء طالما أختنا نوكهات موجودة في أنقرة، ولدينا نائبنا العام في دار القضاء. لم يعد هناك إلا شاهدان فقط على هذه الأحداث، والباقي فارق الحياة عن طريق الاغتيالات وهما أنا وسرقان كورتولوش المعتقل حاليا في الأرجنتين.
وكتب الإعلام الأرجنتيني أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تواصل مع الحكومة الأرجنتينية بعد تصريحات سركان كورتولوش من خلال وزارة العدل الأمريكية، من أجل استجواب كورتولوش بشأن اغتيال القس برونسون، مشيرًا إلى أن السلطات الأرجنتينية لم تتخذ قرارًا بشأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي حتى الآن.
وتقول مصادر مطلعة بأن هناك خيارين في هذا الصدد، فهما إما أن تتخذ السلطات الأرجنتينية قرارًا بالإفراج عن كورتولوش ومنحه حق اللجوء، ومن قم يتقدم كورتولوش للإدلاء بشهادته لمسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي بإرادته الذاتية.
الرهب الأمريكي أندرو برونسون كان قد اعتقل لمدة عامين تقريبًا في تركيا بزعم دعمه لحركة الخدمة والانقلاب الفاشل في عام 2016 مما تسبب في أزمة كبيرة بين أنقرة وواشنطن انتهت بالإفراج عنه وترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، مما انعكس فورًا على سعر الليرة التركية التي شهدت انهيارًا غير مسبوق.
–