إسطنبول (زمان التركية) – علق رئيس تحرير صحيفة “يني آسيا” التركية المعروفة بتوجهاتها الإسلامية كاظم كولاتشيوز على انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم اعتراف أغلبية الدل بقائمة “الإرهابيين” المعلنة عقب محاولة انقلاب 2016.
وبّخ أردوغان أمس، خلال مؤتمر صحفي، من اعتبروا اكتشاف حقل غاز جديد في البحر الأسود، لا يستحق الضجة المثارة حوله، قائلا: “أسأل الله أن لا يجعلنا من أولئك الذين لا يستطيعون أن يسعدوا بما يسعد به هذا الشعب”، على حد قوله.
ثم وسع أردوغان نطاق خطابه مهاجمًا الدول التي لا تعترف بقائمة الإرهابيين التي أعلنتها تركيا ضد مواطنين يؤكد مراقبون أنه ليس لهم سجل إجرامي ولم يتورطوا مثلا مع مليشيات مسلحة تقاتل خارج الحدود وأن التهمة “مطاطية”، قائلا: “وكذلك أسأل الله أن لا يجعلنا من أولئك الذين لا يستطيعون تسمية الإرهابيين بالإرهابيين والانقلاب بالانقلاب”، في إشارة منه إلى حكومات الدول لا تعترف بقائمة الإرهاب التركية وتشكك في مزاعم محاولة الانقلاب عام 2016.
CB'nın “Rabbim kimseyi teröriste terörist diyemeyen mankurtlardan eylemesin” duasına mukabil biz de “Rabbim kimseyi terörle hiçbir ilgisi olmayan insanları teröristlikle itham etmenin vebalini taşıyanlardan eylemesin; bu iftiraya uğrayanları selâmete çıkarsın” diye dua ediyoruz.
— Kâzım Güleçyüz (@gulecyuzk) August 25, 2020
جاء رد مثير على تصريحات أردوغان من الكاتب والصحفي كاظم كولاتشيوز، رئيس تحرير صحيفة يني آسيا، حيث قال في تغريدة نشرها أمس الثلاثاء: “وأنا أسأل الله أن لا يجعل أحدًا ممّن يحملون في رقبتهم وزر وصف أناس بالإرهابيين وهم لا يمتّون بصلة إلى الإرهاب، وأن يأخذ رب العالمين بأيدي من تعرضوا لهذه الفرية العظيمة ويخرج بهم إلى بر الأمان في القريب العاجل”.
يذكر أن السجون في تركيا حافلة بآلاف المواطنين المدنيين، بينهم نساء وشيوخ، بتهمة الصلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، ولا تفتر عمليات الاعتقال والفصل من مؤسسات الدولة بهذه التهمة على الرغم من مرور أربع سنوات على وقوعها.
وفي السياق ذاته دعا النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، محمد أوجاكتان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تعزيز رصيد البلاد من الحريات كما يسعى إلى تعزيز ثرواتها النفطية.
ونشر أوجاكتان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية مع أردوغان، مقالا في صحيفة قرار تعليقا على إعلان الرئيس مؤخرا “بشرى” اكتشاف حقل غاز طبيعي في البحر الأسود بسعة 320 مليار متر مكعب.
أوجاكتان قال إن السلطات الاستبدادية في الدول التي لا تمارس فيها الديمقراطية بشكل سليم يتمادون في استبدادهم بفضل الموارد الطبيعية كالنفط والغاز الطبيعي قائلا: “ولهذا السبب يتوجب علينا تعزيز رصيدنا من الحريات بجانب الثروات الباطنية التي نكتشفها”.
وأضاف أوجاكتان أن الدول التي تفتقر للديمقراطية والشفافية ولا تصنف كدولة قانون ولا تخضع السلطات بها للمحاسبة تعاني من فجوات عميقة بين مستوى رفاهية المجتمع وأصحاب السلطة الحاكمة.
وأكد أوجاكتان أن آبار النفط وحقول الغاز الطبيعي في شتى أرجاء البلاد ليست كافية لرفع كفاءة رفاهية الشعب، غير أنه توجد استثناءات لهذه القاعدة، قائلا: “بدون شك جميع الأمثلة ليست سلبية، فعلى سبيل المثال هذه الموارد في الولايات المتحدة وكندا والنرويج التي اتخذت خطوات مهمة فيما يخص النفط والغاز الطبيعي خلال السنوات الأخيرة يتم استخدامها لتعزيز الحريات وليس الاستبداد”.
وتابع الكاتب: “تركيا شهدت تراجعا كبيرا في معايير الديمقراطية خلال السنوات الخمس الأخيرة. لا زلنا على مسافة بعيدة من أن نصبح دولة قانون ذات ثقة. أصبحنا في وضع يؤهلنا من التنافس لكن ليس مع الدول الديمقراطية فيما يتعلق بالحريات. ولهذا السبب يتوجب علينا تعزيز رصيدنا من الحريات بجانب الثروات الباطنية التي نكتشفها”.
يشار إلى أنه منذ انقلاب عام 2016 تعرضت تركيا لحملة قمع أمني عنيفة وتنكيل بالمعارضين، وفي عام 2018 انتقلت تركيا من نظام الحكم البرلماني إلى الرئاسي الذي وسع من سلطات الرئيس أردوغان بشكل كبير، على حساب الجهات التشريعية والقضائية، الأمر الذي تبعه زيادة في قمع المعارضة وتقييد الحريات.
–