أنقرة (زمان التركية) – أبدى رئيس حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو، انزعاجه من استغلال الإعلان عن اكتشاف حقل غاز طبيعي في البحر الأسود يحتوي 320 مليار متر مكعب لتلميع صورة وزير الخزانة والمالية وصهر أردوغان، برات ألبيرق.
وخلال اجتماع رؤساء شعب الحزب ذكر داود أوغلو أنه على الرغم من أن اكتشاف حقل الغاز الطبيعي أسعد تركيا بأسرها فإن استغلاله الحدث من خلال إفساح مساحة كبيرة لبيرات ألبيراق في المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله الرئيس رجب أردوغان عن الاكتشاف كوسيلة لتلميع وزير وزير المالية الذي أعرق اقتصاد البلاد أمر منافٍ لأخلاقيات وأعراف الدولة التركية.
وأوضح داود أوغلو أن أكبر نقاط ضعف حزب العدالة والتنمية الحاكم المنعزل عن المجتمع تتمحور في اعتقادهم أن الجميع ينعم بالحياة التي ينعمون بها داخل أبراجهم العاجية قائلا: “يعتقدون أن الجميع يحصل على 4-5 رواتب مثلما يحصلون هم وأقاربهم. انعزلوا عن المجتمع”.
أضاف “أسسنا حزب المستقبل لعدم اتخاذ حزب العدالة والتنمية أية إجراءات رغم شتى التحذيرات التي قدمناها حينها لمنع حدوث هذا الانعزال، لكن لم يعد هناك ما يربطنا بذلك الإرث. نحن بصفتنا حزب المستقبل سنكون مصدر أمل لجميع الفصائل السياسية في تركيا”.
وتطرق داود أوغلو أيضا إلى إصادر الرئيس أردوغان قرارا بتأسيس وحدات أمنية خاصة، قائلا: “ما الحاجة إلى تأسيس وحدة أمنية داخل مديرية الأمن العام في إسطنبول التي لا تخضع لرقابة الولاية وتخضع لتصرف أردوغان بشكل مباشر؟ من سيراقب القوة التي لا تخضع لرقابة الولاية ومن سيحاسبها؟ .. لا يمكن إفساد هيكل البلاد. ستتزعزع ثقة الشعب في النظام القائم عند تشكيلهم كيانات ذات تسلسل هرمي غير واضح وغامض خارج نطاق الصلاحيات التي يمنحها القانون للمنظومة الأمنية في إطار دستوري”.
وحول الضغوط التي يتعارض لها المعارضون في تركيا حاليا، أشار داود أوغلو إلى أن رؤساء الوزراء السابقين نجم الدين أربكان وبولند أجاويد وسليمان دميرال وطرغوت أوزال تمكنوا من تولي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية رغم محاولات عرقلتهم من خلال إصدار قرارات حظر بحقهم.
أفارد رئيس حزب المستقبل أن أردوغان الذي قيل عنه إنه لن يتمكن حتى من شغل منصب رئيس حي شغل منصب رئيس الوزراء ومن بعده رئيس الجمهورية رغم الضغوط الممارسة عليه، غير أن أردوغان بات يتجاهل ذلك ويتخلى عن مبادئه ورفاقه ويتجاهل ماضيه وأصبح يحاول عرقلة حزب المستقبل بعد ترجيحه سياسة ترتكز على أهواء دائرة صغيرة من المقربين له، على حد تعبيره.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد هذا الشهر، تعرض بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير من المعارضة مطالبين بعزله من منصبه الذي وصل إليه قبل عامين مع إقرار نظام الحكم الرئاسي.
وعقب ذلك اتهم رئيس حزب المستقبل في تركيا، أحمد داود أغلو، الرئيس أردوغان بالاهتمام بمصالح أسرته على حساب الشعب التركي، الذي يعاني من أزمة اقتصادية.
وخلال كلمته بالمؤتمر الدوري لحزبه في مدينة دياربكر ذات الغالبية الكردية قال داود أوغلو موجها الحديث لأردوغان: “عند إقحامك أسرتك في شؤون الدول فإنك ستهتم بأبنائك وزوجتك وأشقائك وصهرك مع أول حريق يضرب البلاد دون أن تكترث للشعب والدولة”.
وكان زعيم المعارضة كمال كيليجدار دعا الرئيس أردوغان لإقالة وزير المالية، وقال: “إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه”.
أضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان “لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع”.
–