أنقرة (زمان التركية) – زفَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة بشراه المنتظرة للشعب التركي، معلنًا اكتشاف حقل ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، باحتياطي 320 مليار متر مكعب، وأكَّد أنه سيبدأ الإنتاج بحلول عام 2023 لكن تأكيدات الخبراء والعلماء تشير إلى أن الإنتاج لن يبدأ قبل 7 سنوات على الأقل.
أردوغان وإعلامه يواصلان الترويج للبشرى على أنها اكتشاف ضخم وسيحقق رخاءً اقتصاديا لتركيا بسبب حجمه الضخم للغاية، إلا أن الحقيقة أن الاحتياطي المعلن لا يتجاوز 2 من ألف من الاحتياطات العالمية المقدَّرة بنحو 203.14 تريليون متر مكعب.
مما يروج له إعلام أردوغان أيضًا أن اتفاقية لوزان تمنع تركيا من التنقيب واستخراج مواردها، إلا أن الإعلان عن اكتشافات الغاز ليست الأولى، فقد سبقها الإعلان عن نحو 10 اكتشافات للغاز الطبيعي في عهد حزب العدالة والتنمية، دون أن يكون لها أي انعكاس على الاقتصاد.
بالرغم من البشرى التي زفها أردوغان، إلا أن الخبراء أكدوا أن الاحتياطي المعلن لن يكفي احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي إلا لمدة 6 سنوات فقط على الأكثر، أو احتياجات دول الاتحاد الأوروبي لمدة عام واحد فقط، مؤكدين أن استخراج الغاز لن يبدأ قبل 7 سنوات على الأقل.
إعلان أردوغان كان من المنتظر من ورائه تحقيق سيولة اقتصادية في البلاد وإحداث حالة من الطمأنينة في الأسواق، إلا أن الرد جاء سريعًا من خلال انهيار أسهم شركات الطاقة في بورصة إسطنبول بمعدلات حادة، وكذلك سجلت الليرة التركية انهيارًا جديدًا أمام العملات الأجنبية، حيث سجل الدولار 7.35 ليرة تركية، بقفزة أكثر من 14 قرشًا.
وكما قلنا لم يكن إعلان أردوغان هو الأول من نوعه؛ ففي 9 سبتمبر/ أيلول 2004 أعلن المدير العام لشركة بترول تركيا (TPAO) عثمان صائم دينتش، اكتشاف حقول للغاز في البحر الأسود، وأنه سيتم نقل الغاز من البحر إلى اليابسة بحلول نهاية العام. (حسب جريدة حُريّت التركية)
وفي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، أكد نائب رئيس إدارة الإنتاج في الشركة نفسها، محمد كول، أن إنتاج الغاز في البحر الأسود وصل إلى النهاية، وأنه سيتم اكتشاف البترول في أماكن أكثر عمقًا. (حسب وكالة DHA التركية)
وفي 20 مايو/ أيار 2007، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية حلمي جولار أن الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود قبالة شواطئ مدينة أكتشاكوجا سيكفي نحو 10% من احتياجات المنازل من الغاز الطبيعي. (حسب وكالة الأناضول للأنباء التركية).
وفي 26 أغسطس/ آب 2007، وقبل أيام من التصويت على اختيار رئيس الجمهورية داخل البرلمان، نشرت أخبار عن توصيل إنتاج البترول من البحر الأسود بالشبكة الوطنية. (حسب جريدة صباح التركية)
وفي 15 مايو/ أيار 2009 تم إعلان اكتشاف حقول غاز طبيعي قرابة شواطئ مدينة أكتشاكوجا في البحر الأسود، وأن شركة بترول تركيا بدأ أعمال الدراسة والفحص في المنطقة المذكورة. (جريدة صباح التركية).
وفي 17 يونيو/ حزيران 2010 أعلنت شركة بترول تركيا اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في غرب البحر الأسود على عمق 1600 مترًا، وأنها بدأت أعمال التنقيب عن حقل جديد محتمل على عمق 100 متر يبعد 14 كيلو مترًا عن شواطئ مدينة أكتشاكوجا. حسب وكالة الأناضول.
وفي 29 مارس/ أذار 2011 أعلنت شركة بترول تركيا أن المنصة الرابعة لاستخراج البترول بدأت في العمل بقدرة 250 ألف متر مكعب يوميًا، ليصل إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي إلى 600 ألف متر مكعب يوميًا.
وفي 25 أغسطس/ آب 2012 أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية تانير يلديز اكتشاف كميات كبيرة من البترول في محيط مدينة حكاري ذات الأغلبية الكردية، قائلًا: “ولكن يستطيع القطاع الخاص أو حتى شركة بترول تركيا استخراجه بسبب الإرهاب”.
وفي 10 مارس/ أذار 2013 ذكرت جريدة “مليت” التركية أن البحر الأسود بات مسرحًا جديدًا لصراع الطاقة وأن الشركات العالمية تتوافد للعمل هنا، وأن هذا يؤكد وجود احتياطات ضخمة على سواحل تركيا.
وفي 29 يونيو/ حزيران 2020 قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز: “أعمال تنقيب شركة بترول تركيا أسفرت عن اكتشاف الغاز الطبيعي في أكتشاكوجا. وتمكنا من اكتشاف احتياطات من الغاز الطبيعي. ويجري إنتاجه. وهناك اكتشافات وإنتاج لنا في غرب البحر الأسود. ولدينا المزيد من الأمل في البحر الأسود”.
–