إسطنبول (زمان التركية) – كشف ضابط بالجيش التركي مفصول من القوات البحرية التركية، أن هناك صراعا داخل القوات المسلحة التركية بين التيار القومي العلماني المتطرف الموالي للمعسكر الأوراسي والتيار المؤيد لحلف الناتو سبق محاولة انقلاب 2016.
وأوضح الرائد البحري السابق إسماعيل جولماز المفصول بتهمة المشاركة في الانقلاب العسكري، أن جهاز الاستخبارات التركية له يد في محاولة الانقلاب، ولعب دورًا مهمًا في إعداد البنية التحتية النفسية للمؤامرة التي شهدتها تركيا.
ثم فصل قائلًا: “ما أقصده بالبنية التحتية النفسية هو أن المخابرات أقنعت في الفترة السابقة لأحداث 15 يوليو/ تموز 2016 فرق القوات المسلحة بأنه قد يحدث هجوم إرهابي عليهم في أي لحظة. وقد حدثت بالفعل هجمات إرهابية في تلك الفترة على الكثير من الأماكن عالية التأمين خلف مقر قيادة القوات الجوية، مثل مطار أتاتورك، والمعدات العسكرية، ومركبات الشرطة، ومخافر الأمن”.
أضاف: “كانت تصلنا تحذيرات من جهاز الاستخبارات بأن السفن ستتعرض لهجمات إرهابية، لذلك أقنعونا نفسيًا بأنه قد تحدث هجمات إرهابية”، في إشارة منه إلى أن المخابرات خدعت عددا محدودا من الجنود ليلة الانقلاب الفاشل بأن هناك هجوما إرهابيا وشيكا فأخرجتهم من ثكناتهم ليحدث تحرك عسكري شبيه بالانقلاب من أجل الاستفادة من المشهد المتشكل لتحقيق أغراضها.
وأكد أن الاستخبارات أقنعت قوات الأمن قبيل الانقلاب أنه ستحدث هجمات إرهابية، مشيرًا إلى أنه عند النظر إلى أحداث الانقلاب الفاشل وما قبلها سيتبين أن الاستخبارات نفسها هي التي نشرت شائعات ليلة الانقلاب حول حدوث هجمات إرهابية كبيرة في تلك الليلة.
وقال: “في ذلك اليوم كنا سنشارك في حفل في جزيرة هيبالي أدا القريبة من إسطنبول، على أن نعود ليلًا. ولكن القائد ليفنت كريم قال إن هناك هجوما إرهابيا في منطقة جولجوك، وسنعود إلى مرمرة”.
وأشار إلى أن جميع القوات بدأت في التحرك لمواجهة الهجوم الإرهابي المبلغ عنه “ولكننا فوجئنا بأن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، خرج على التليفزيون وأعلن أن مجموعة داخل القوات المسلحة تحاول الانقلاب. بالتأكيد لم يعتقد أحد منا أن التصريحات تتعلق بنا؛ لأننا تحركنا لمواجهة هجوم إرهابي. لم نكن طرفًا في أي مجموعة. يقولون إن هناك انقلابا وجسر إسطنبول تم غلقه، ولكننا لم نشارك في الأمر؛ لأنه لم يصدر لنا أي أمر كهذا. كنا نواصل السير بسفينتنا من أجل حمايتها، حتى أن قائد القوات البحرية خرج وقال إن قواتنا لم تشارك في هذا الانقلاب، في حوار له مع قناة سي إن إن. عندها ذهبت وخلدت إلى النوم. وبالرغم من كل ذلك لم يقل لنا قائدنا إنه لا يوجد هجوم إرهابي ولم يصدر لنا أمرًا بالعودة. بعد ذلك اتهمونا بمساعدة الانقلابيين”.
واتهم الرائد إسماعيل جولماز جهاز الاستخبارات التركية بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، بالتعاون مع شركة سدات/صدات الأمنية المسلحة، ورئيس أركان الجيش في ذلك الوقت خلوصي أكار، وفريق رئيس حزب الوطن اليساري دوغو برينتشاك.
وأوضح جولماز أنه لولا إفراج أردوغان عن المتهمين في قضايا محاولة انقلاب “بايلوز” وتنظيم أرجنيكون (الدولة العميقة) لما تمكن أحد من جر القوات المسلحة إلى هذا الفخ والمؤامرة، مشيرًا إلى أنهم وجهوا تهمة الانقلاب إلى حركة الخدمة وأنصارها وأعلنوا الحركة جماعة إرهابية.
وأكد أن أصل الصراع داخل القوات المسلحة التركية كان بين التيار القومي المؤيد لمعسكر روسيا وإيران، والذي أكد أكثر من مرة على نيته إبعاد تركيا عن حلف الناتو والغرب، وفي الجهة المقابلة التيار المؤيد لحلف الناتو والغرب.