أنقرة (زمان التركية) – حجبت السلطات التركية تقريرا تناول زيارة أجراها وزير الدفاع خلوصي أكار مؤخرا إلى قبر صالح ميرزا باي أوغلو، زعيم الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق المدرجة بقائمة تركيا والاتحاد الأوروبي للتنظيمات الإرهابية.
موقع “sol.org.tr” الإخباري التركي، كان قد نشر تقريرا بعنوان: “أكار يزور زعيم الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق، عقب زيارة آيا صوفيا”، وذلك بعدما زار قبر الشاعر التركي الإسلامي الملقب بسلطان الشعراء نجيب فاضل كساكوراك الذي تزعم الجبهة الإسلامية أنها تتبنى أفكاره.
الدائرة الرابعة لمحكمة الصلح والجزاء في إسطنبول نظرت الطلب المقدَّم من زوجة ميرزا باي أوغلو، وأصدرت قرارًا بحجب تداول الأخبار المتعلقة بالزيارة.
المحكمة أوضحت أن السبب وراء القرار أن صالح عزت أرديش الملقب بـ”صالح ميرزا باي أوغلو”، والمعروف بأنه مؤسس الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق، تمت تبرئته في القضية التي اتهم فيها بقيادته للتنظيم المذكور.
وكان موقع OdaTV ذكر أن زيارة أكار التى جائت عقب حفل افتتاح آيا صوفيا وأداء الصلاة فيه لاقت حفاوة كبيرة في أوساط أنصار الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق، المتهمة بالوقوف وراء عديد من الهجمات الإرهابية في تركيا.
وتناقلت حسابات أنصار الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء هذه الزيارة المزعومة.
ونشر حساب يحمل اسم صباح الدين أرسلان صورة يُزعم أنها لأكار وعلق عليها قائلا: “بينما كنا نزور ضريح زعيم الجبهة ميرزا باي أوغلو تقدم وزير الدفاع خلوصي أكار والوزير السابق تانر يلديز وقاما بزيارة ضريح القائد الزعيم صالح ميرزا أوغلو وقراءة الفاتحة له”.
وأوضح أرسلان في تعليقه على الصورة أنه تمكن من التقاط الصور أثناء مغادرتهم للمكان وعقب ابتعادهم عن الضريح، مفيدا أنه لم يستطع تمالك نفسه فور رؤيته لهم أمام القبر وأنه لم يرغب بتصويرهما في تلك اللحظة سعيا لتجنب وضع الحراسة في موضع حرج.
وبالرغم من حالة الجدل التي تثار حول الزيارة ومقاطع الفيديو المتداولة لها، إلا أن وزير الدفاع خلوصي أكار لم ينف الزيارة، أو يكذب الأخبار المتداولة في هذا الشأن.
يذكر أن الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق تم إدراجها ضمن 12 منظمة إرهابية نشطة في تركيا اعتبارًا من عام 2007 وفقًا لإدارة مكافحة الإرهاب والعمليات التابعة للمديرية العامة للأمن، كما صنفتها جمهورية قبرص الشمالية التركية منظمة غير قانونية في ديسمبر 2001.
وهي كذلك مصنفة كجماعة إرهابية من قبل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية جماعة إرهابية في تقريرها السنوي عن أنماط الإرهاب العالمي والذي نشره في أبريل 2003.
وكانت السلطات التركية اتهمت الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق بارتكاب هجمات يعتقد معظم الخبراء أنها تتجاوز قدراتها، مثل هجمات نوفمبر 2003 ويوليو 2008 التي استهدفت المصالح الدبلوماسية والتجارية والدينية في مدينة إسطنبول، في حين يرجح الكاتب والمحلل السياسي أمر الله أوسلو أنها من التنظيمات المزيفة التابعة لإحدى البؤر داخل المخابرات التركية المرتبطة بما يسمى في تركيا بالدولة العميقة.
من جانبه، اعتبر حساب على تويتر يحمل اسم “توران فلك” زيارة أكار لقبر زعيم الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق من “الأخطاء العميقة” التي تكشف دوره في “الانقلاب المدبر” عندما كان رئيسا لهيئة الأركان العامة.
وزعم توران فلك أن بعض المدنيين المسلحين الذين قتلوا الجنود ليلة الانقلاب عام 2016 كانوا ينتمون إلى الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق، وأنهم حصلوا على المكافئة لخدمتهم هذه، ثم عقب بقوله: “بهذه الزيارة ارتكب خلوصي أكار خطأ عميقا يكشف عن دوره في معادلة مؤامرة الانقلاب المدبر”، على حد تعبيره.
https://twitter.com/turanfelek/status/1286923475936899072?s=12