إسطنبول (زمان التركية) – وجه وزير سابق في حكومات حزب العدالة والتنمية، أرطغرل جوناي، انتقادات حادة لرئيس الجمهورية رجب أردوغان بسبب تفرده بالقرار في ظل نظام الحكم الرئاسي.
أرطغرل جوناي وزير الثقافة والسياحة الأسبق قال إن أردوغان أسس نظامًا استبداديًا، قائلًا: “نحن ندار بنظام لا يوجد شبيه له في دول العالم الديمقراطية. الإدارة باتت شخصية. نحن ندار بالأوامر وليس بالقوانين”.
وأشار إلى أن النظام الذي يدير به أردوغان تركيا لا يمكن أن يكون إلا في الدول الأسيوية والجنوب أفريقية التي لم تأخذ فيها الديمقراطية شكلها المؤسسي.
وأكد أن تغيير نظام الحكم في البلاد من البرلماني إلى الرئاسي الحالي أدى إلى إصابة الدولة بـ”غيبوبة” في الكثير من المجالات، بعد أن أفسد السلام والهدوء في البلاد.
وأوضح أن النظام الحالي الذي طُبِّق بالتعديلات الدستورية التي أجريت في 16 نوفمبر/ تشرين 2017، هو نظام الرجل الواحد الذي تكون في يديه الكلمة الأولى والأخيرة.
وكان الرئيس أردوغان، مجد خطوة الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي، بعد مرور عامين على تطبقيه في تركيا لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية، وذلك على الرغم من الانتقادات التي ظهرت في الفترة الأخيرة.
وقال أردوغان الشهر الماضي خلال اجتماع تقييمي لأداء “حكومة النظام الرئاسي” في العامين الماضيين، إن: “النظام الرئاسي هو الإصلاح الإداري الوحيد المنفّذ بإرادة الشعب مباشرة، خلال مسيرة تحقيق الديمقراطية الممتدة 200 عاما”.
ومكن نظام الحكم الرئاسي الذي انتقلت إليه تركيا في يونيو/ حزيران 2018 الرئيس رجب أردوغان من صلاحيات واسعة وتطبيق سريع لقراراته التي لم تعد تخضع للرقابة أو النقاش من أي سلطة أخرى، بعدما همش دور البرلمان وألغى منصب رئيس الوزراء.
وكان البروفيسور برق أسان عضو هيئة التدريس في جامعة بيلكنت التركية، قال إن النظام الرئاسي المطبق حديثًا في تركيا تم تصميمه للرئيس رجب أردوغان خصيصًا، مؤكدًا أنه لن يستمر بعد رحيله.
البروفيسور المتخصص في الشؤون السياسية، أوضح أن هناك نظاما سلطويا في تركيا، لكن الوضع الحالي ما زال يسمح للمعارضة التركية بالوصول إلى السلطة، بفضل أن تركيا تمتلك بنية وهيكلا سياسيا متعدد الأقطاب من الناحية التاريخية، مشيرًا إلى أن هناك احتمالات لإجراء انتخابات مبكرة.