أنقرة (زمان التركية) – نُقل المعتقل السابق في تركيا فاتح ترزي أوغلو إلى وحدة العناية المركزة بعدما أصيب بالسرطان أثناء اعتقاله في سجن سيلفري بإسطنبول والذي غادره قبل فترة قصيرة.
وذكرت زوجته إسراء ترزي أوغلو أن اليوم والغد يشكلان فترة زمنية مصيرية لوضع زوجها الذي تم نقله إلى وحدة الرعاية المركزة بمستشفى أوكميداني للبحث العلمي حيث يتلقى بها العلاج منذ إخلاء سبيله قبل شهر ونصف.
وكانت السلطات التركية قد قضت بحبس ترزي أوغلو ست سنوات وثلاثة أشهر بحجة استخدام تطبيق بايلوك للتراسل الفوري والذي تزعم الحكومة أن الانقلابيين استخدموه للتواصل بينهم.
وصدقت المحكمة العليا على الحكم الصادر بحق ترزي أوغلو في فبراير/ شباط من العام الجاري. ومنذ ذلك اليوم يتناول ترزي أوغلو أدوية مضادة للاكتئاب، وعقب عيد الفطر الماضي نُقل إلى مستشفى السجن لمعاناته من القيء المستمر.
في تلك الفترة تم منحه محلولا ملحيا وإعادته للسجن مرة أخرى وإخضاعه للحجر الصحي داخل زنزانة فردية.
وخلال شهر واحد فقد ترزي أوغلو 30 كيلوجراما بعدما كان يزن 88 كيلو وقت دخوله السجن.
وفي 15 يونيو/ حزيران الماضي تم تشخيص ترزي أوغلو بسرطان المعدة من الدرجة الرابعة. وخلال فترة قصيرة تسبب السرطان بورم خبيث في كبده.
وقضت زوجته إسراء شهرا في إتمام الإجراءات الرسمية بين المستشفى والسجن لإخلاء سبيل زوجها.
وفي السابع من يوليو/ تموز الماضي أخلت السلطات التركية سبيل ترزي أوغلو ليبدأ على الفور في تلقي العلاج داخل مستشفى أوكميداني للبحث العلمي.
وتتكرر حالات إصابات المعتقلين في تركيا بالسرطان بشكل لافت.
ومؤخرًا كشفت ابنة الكاتب الصحافي مولود أوزتاش، الذي اعتقل عامين ونصف بسبب انتمائه لحركة الخدمة، عن أن حالته الصحية تدهورت إلى أن وصلت إلى عجزه عن الكلام بسبب إصابته بسرطان البنكرياس.
بُشرى أوزتاش، نشرت تغريدة عبر تويتر جاء فيها: “والدي الآن لا يستطيع الكلام. يقول لنا ما يريد عن طريق الكتابة. أريد أن أطلعكم على الجملة التي كتبها لنا اليوم: الأمل موجود دائمًا، سنتحسن، وسنعيش إن شاء الله”.
أوزتاش أصيب بسرطان البنكرياس بسبب تأخر علاجه داخل السجن، إلى أن تدهورت حالته ووصلت إلى الدرجة الرابعة من المرض، وبالرغم من مرور أشهر على إصابته، لم تفرج عنه السلطات إلا قبل شهرين فقط بتقرير من اللجنة الطبية.
بُشرى أوزتاش أوضحت أن السرطان انتشر في جسد والدها وانتقل إلى الكبد، مما أثَّر سلبًا على كامل وظائف كبده، قائلًا: “كل ذلك لم يكن كافيًا، فقد أصيب أيضًا بفشل كلوي. ويبدو أنه سيحتاج إلى غسيل كلوي بعد ذلك”.
وعقب انقلاب عام 2016 فرضت في تركيا حالة الطوارئ لمدة عامين، وشنت فيها السلطات حملات أمنية واسعة استهدفت كل المعارضين للرئيس رجب أردوغان.
وزير الداخلية سليمان صوليو قال الشهر الماضي في الذكرى الرابعة لفرض حالة الطوارئ إن الشرطة شنت 99 ألف و66 حملة أمنية منذ المحاولة الانقلابية، أسفرت عن احتجاز وتوقيف 282 ألف و790 شخصًا واعتقال وحبس 94 ألفا و975 آخر.
وأضاف صويلو أن عدد سجناء المحاولة الانقلابية يبلغ حاليا 25 ألف و912 شخصًا، بينما بلغ إجمالي الأشخاص الذين تم اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم 597 ألف و783 شخصًا.
ويحمل الرئيس التركي رجب أردوغان حركة الخدمة التي ينتمي أو يشتبه في انتماء أغلب المتضررين من حالة الطوارئ إليها مسئولية تدبير انقلاب عام 2016 إلا أن اتهامه يفتقر إلى أدلة ملموسة، كما أنه لم يسمح إلى اليوم بنشر تقرير تقصي الحقائق حول المحاولة الانقلابية الذي انتهى منه البرلمان في عام 2017.
–