أنقرة (زمان التركية) – قالت سلطات شمال قبرص التركية، إنها ترفض نشر فرنسا طائرات عسكرية في الشطر الجنوبي من الجزيرة المقسمة.
وندد رسين تتار، رئيس وزراء قبرص التركية -غير معترف بها دوليا- بتقديم فرنسا الدعم العسكري -لجمهورية- قبرص، وقال إن ذلك يساهم في تصعيد التوتر بالمنطقة، وأن هذا الإجراء مخالفة لاتفاقيات عام 1960.
وقال: “أندد بما أقدمت عليه فرنسا، وأطالبها بتغيير موقفها في أقرب وقت ممكن.”
وفي الأول من أغسطس/ آب الجاري دخلت “اتفافية التعاون في مجال الدفاع” بين قبرص وفرنسا حيز التنفيذ.
وطالب تتار فرنسا العضو في مجلس الأمن الدولي، “بلعب دور لتحقيق السلام وتأمين استمراريته، لا لتصعيد التوتر في المنطقة”.
واختتم بيانه بالتشديد على “مواصلة بلاده مع تركيا، حماية حقوقها في شرقي المتوسط، وعدم الرضوخ أمام الأطراف التي تتجاهل سيادة وأمن القبارصة الأتراك”. وفق وكالة الأناضول.
ومع سريان الاتفاقية الأمنية، استقبلت قاعدة “أندريه باباندرو” الجوية في قبرص مقاتلتان من طراز “رافال” وطائرة شحن من طراز ” C-130″، تابعة للقوات الجوية الفرنسية.
وردا على ذلك قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، مساء السبت إنه “لا يمكن قبول نشر فرنسا طائرات عسكرية في إدارة جنوب قبرص الرومية بخلاف اتفاقيات عام 1960 في سياق خطواتها الرامية إلى تصعيد التوتر الحالي في المنطقة”.
وفي السياق ذاته انتقد نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكتاي، التعاون الأمني بين فرنسا وجزيرة قبرص مفيدا مطالبا باريس بعدم خوض مغامرة جديدة والتصرف بشكل أكثر مسؤولية.
جاء ذلك في تغريدة نشرها أوكتاي عبر تويتر.
وقال أوكتاي: “لا يمكن في أي حال من الأحوال قبول المناورات الفرنسية مع إدارة قبرص اليونانية ووضعها مقاتلاتها العسكرية بالجزيرة في خطوة مخالفة لاتفاقيات 1959 -1960”.
أضاف “عدم بحث فرنسا عن مغامرة جديدة لها في القضايا الخاصة بقبرص والتصرف بشكل أكثر مسؤولية هو ما ينبغي عليها فعله”.
وحول موقف فرنسا المعارض لتركيا في شرق البحر المتوسط، قال إنه “يتوجب على الأوساط الدولية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف صارم تجاه تصرفات فرنسا العدائية والغير قانونية بالمنطقة. لا يمكن تنفيذ اية اجراء معارض لتركيا وقبرص التركية في شرق البحر المتوسط. تركيا ستواصل مساندة قبرص التركية ودعمها المطلق لنضالها الشرعي وستواصل بكل عزم وإصرار أعمال التنقيب التي تنفذها من خلال سفينة يافوز في منطقة نفوذها”.
وبات موقف جمهورية جنوب قبرص أقوى بفضل دعم الحلفاء لها في مواجهة تركيا بظل توترات بسبب أعمال التنقيب التركية القائمة في شرق البحر المتوسط.
ومؤخرا أعلنت الولايات المتحدة دعم قبرص من خلال التدريبات العسكرية (IMET) المقدمة للحرس الوطني القبرصي.
فيما أعربت الخارجية التركية عن استيائها من القرار، حيث أشارت إلى عدم التعامل بمساواة مع الجانبين التركي واليوناني فيما يخص جزيرة قبرص.
يشار إلى أن تركيا تخوض غمار نزاعات مع كل من اليونان وقبرص حول المياه الإقليمية في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. وهي أرسلت سفنا للتنقيب عن الغاز قبالة قبرص للضغط من أجل القبول بمطالبتها بحصة من ثروة النفط هناك.
والمنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص تتداخل جزئيًا مع الجرف القاري لتركيا، وفقًا لأنقرة.
يذكر أن قبرص تم تقسيمها منذ عام 1974 عندما غزت تركيا الجزيرة ردا على انقلاب قام به القبارصة اليونانيون بهدف توحيد الجزيرة مع اليونان. ومنذ ذلك الحين، تسيطر جمهورية قبرص المعترف بها دوليًا على الثلثين الجنوبيين من الجزيرة، بينما تسيطر جمهورية شمال قبرص التركية، المعترف بها من قبل تركيا فقط، على الثلث الشمالي.