أنقرة (زمان التركية)ــ تخطط تركيا لترميم دور عبادة إسلامية ومسيحية وسط العاصمة اللبنانية كانت قد تضررت من الانفجار الضخم الذي وقع هذا الشهر في بيروت، فيما يشير إلى سعي حثيث لفرض نفوذ تركي موسع فى لبنان الذي يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، من بوابة المساعدات وإعادة الإعمار.
وأعربت أنقرة عن رغبتها في تولي مهمة إعادة إعمار وترميم مسجد محمد الأمين، وكاتدرائية مار جرجس المارونية في ساحة الشهداء وسط بيروت.
وتفقد السفير التركي في بيروت هاكان تشاكل المسجد والكاتدرائية مع فريق الهلال الأحمر التركي، وقال إن بلاده تعرض على السلطات الدينية المسلمة والمسيحية بلبنان، استعدادها التام لإعادة إعمار كل من المسجد والكنيسة.
وكان المسجد ضمن مخطط لم يكتمل لإعادة الإعمار الهادفة إلى منح المدينة رمزية دينية وسياحية كبيرة إبان تولي الراحل رفيق الحريري رئاسة وزراء لبنان، الذي دفت جثمانهفي قبر بجوار المسجد.
وقال تشاكل، إن الخزف المستخدم في زخارف المسجد صنع في مدينة إزنيك التركية، ورسوماته مستوحاة من تلك الموجودة في مسجد السلطان أحمد التاريخي بمدينة إسطنبول.
أشار السفير التركي إلى أن بلاده ستخاطب لجنة الفتوى اللبنانية المسؤولة عن مساجد البلاد لإعادة إعمار المسجد. وفق وكالة الأناضول.
وأضاف تشاكل، أنه سيتم توجيه هذا الطلب بشكل مباشر في اللقاء الذي سيعقد مع مفتي لبنان عبد اللطيف دريان.
وبعد زيارته مسجد محمد الأمين، توجه السفير تشاكل إلى كنيسة مار جرجس التي تعرضت بسبب انفجار بيروت إلى تهشم زجاج النوافذ، وما عليها من أشكال مجسمات زجاجية ملونة.
وأشار السفير إلى توجيه وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو الذي زار بيروت قبل أيام بتقدم تركيا بطلب لإعادة إعمار الكاتدرائية.
ولفت السفير إلى أن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، سيبلغ نظيره اللبناني عبد اللطيف دريان مفتي البلاد، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بهذه الرغبة أثناء زيارته لكل منهما، وذلك بعد أن قام بإرسال خطاب رسمي مكتوب إليهما.
وغم ما تعانيه تركيا من أزمة اقتصادية إلا أنه يبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان يستغل الحادث الأليم الذي تعرضت له العاصمة بيروت لتسريع خطة كشفت عنها تقارير لبنانية الشهر الماضي لتوسيع نفوذها في لبنان.
وخلال زيارة أجراها وفد تركي ترأسه فؤاد أوكطاي نائب الرئيس التركي، نقل الوفد إلى تركمان لبنان وعودا بالحصول على الجنسية التركية.
وقال أوقطاي في زيارة أجراها برفقة وزير الخارجية مولود جاويش اوغلوا وآخرين إلى مرفأ بيروت المدمر إن “تركيا مستعدة لإعادة إعمار مرفأ بيروت والمباني المجاورة له”.
وأردف “أبلغنا الجانب اللبناني بأن ميناء “مرسين” التركي سيكون في خدمتهم حتى ترميم مرفأ بيروت”.
وكانت تقارير لبنانية تحدثت الشهر الماضي عن أن تركيا تسعى لفرض نفوذها لبنان خاصة في طرابلس وشمال البلاد عبر آليات متعددة ما بين اقتصادية واستخباراتية وطائفية، حيث تهدف أنقرة بشكل أكبر للسيطرة على الطائفة السنية في البلاد، وذكرت التقارير إن تركيا تخطط لمنح جنسيتها إلى عشرات الآلاف من التركمان وذوي الأصول التركية في لبنان.
وفي تقرير لصحيفة الأخبار بعنوان “تركيا في لبنان على خطى الإخوان المسلمين: «التمكين» أوّلاً” قال الكاتب فارس الشوفي في 13 يوليو/ تموز الماضي إن النشاط التركي في لبنان هدفه “تعزيز النفوذ التركي داخل بيئة المسلمين السنّة في لبنان، وتحديداً في الشمال، ومواجهة النفوذ السعودي ــ الإماراتي المتآكل أصلاً، في حرب قيادة «العالم السنّي»”.
وقال التقرير “الخطّ الآخر، هو حالة الاحتضان لعدد من الشخصيات السلفية في الشمال، مثل الشيخ سالم الرافعي، بعد أن لمست تلك المجموعات تراجعاً سعودياً عن الاهتمام بلبنان، بالتوازي مع الدعم التركي المستمر للجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لتنظيم الإخوان المسلمين”.
كما لفت إلى أن السفارة التركية في بيروت، تسعى للوصول لذوي الأصول العثمانية والتركمانية، “لتشجيعهم على الحصول على الجنسية التركية”.موضحا أن عدد المستهدفين في مشروع الجنسية التركية حوالى 50 ألف لبناني.
مع وقوع الحادث المأسوي الذي تعرضت له العاصمة اللبنانية بيروت، يبدو أن تركيا التي سارعت لإعلان الدعم والمساندة، وجدت الفرصة مواتية لتسريع خطتها، تحت غطاء المساعدة الإنسانية والتضامن.
–