أنقرة (زمان التركية) – زعم وزير المالية التركي بيرات ألبيرق، صهر الرئيس أن تركيا تكافح لوبي يثير الأزمة الاقتصادية أكثر من مكافحة الأزمة ذاتها، وهي الحجة التي سئمت المعارضة التركية تكرارها.
أوضح وزير الخزانة والمالية التركي، برات ألبيراق، أن جميع اقتصادات العالم تشهد أزمة اقتصادية تاريخية، مؤكدًا في تصريحاته أن الاقتصاد التركي سيكون الأقل تأثرًا بالأزمة على مستوى العالم.
وقال ألبيراق الذي تبدي المعارضة نزعاجا كبيرا منه بسبب أدائه غير المرضي في الاقتصاد: إن “العالم مشتعل. علم الاقتصاد لا يقوم على الرياضيات بنسبة 100%. هناك جماعات لوبي لها أجندات. نحن نواجه لوبيهات الأزمة أكثر من الأزمة نفسها”.
ألبيراق اعتبر أن نتائج الربع الثاني من العام الجاري ستكون إيجابية وأن تركيا ستكون أقل دول العالم تؤثرًا بالأزمة الحالية، وقال: “تركيا تتأثر كغيرها من الدول نتيجة حركة رؤوس الأموال العالمية. ولكن التأثير أقل كثيرًا مما سبق. سعر صرف العملة يصعد ويهبط. والأهم هو أن تدير تركيا هذه التذبذبات بشكل مسيطر فيما يتعلق بالأمن المالي والبنية التحتية الاقتصادية”.
ونفى ألبيراق المتهم بتعليق فشله على نظريات المؤامرة، أن يحقق الاقتصاد التركي انكماشًا بنسبة 5% كما تقول التقارير الاقتصادية، مشيرًا إلى أن التوقعات للحكومة التركية أن يكون الانكماش في حدود 1-2%.
وزعم ألبيراق أن هذه النسبة تعتبر جيدة جدًا بالنسبة للمتوسط العالمي، مشيرًا إلى أن كل خطوة تتخذها الدولة في سبيل عودة الحياة لطبيعتها بعد أزمة كورونا تنعكس إيجابيًا على الاقتصاد.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد الأسبوع الماضي، تعرض بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير من المعارضة مطالبين بعزله من منصبه الذي وصل إليه قبل عامين مع إقرار نظام الحكم الرئاسي. من جهة أخرى تم إطلاق حملة للدفاع عن وزير المالية شارك فيه عدد من الوزراء على الرغم من اتهامه شعبيًا بالفشل في الملف الاقتصادي.
قال رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، الذي يبدو أن قد ضاق ذرعا بنظرية المؤامرة التي تصدرها حكومة أردوغان في الأزمات، إنه على استعداد للوقوف بجانب أردوغان إن كان هناك حقًا من يتآمر في الخارج ضد تركيا، أما إذا كانت ادعاءات أردوغان للتستر على تراجع أداء حكومته، فيجب عليه أن ينتظر الحساب على ذلك.
وسأل أردوغان قائلا: “من هي هذه القوى الخارجية-التي تعاديك-؟ أفصح عنها لنقاومها جميعًا معًا؟ هل هو رئيس أمريكا الذي تصفه صحفكم الموالية بكل مدح؟ أم روسيا التي ترسل لها باستمرار خطابات الصداقة؟ أم أوروبا؟ أم محافظ البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي الذي توسلت الرحمة منه من أجل أن يوافق لنا على عمليات المقايضة بالودائع الأجنبية (SWAP) في لندن وواشنطن؟”.
وأضاف داود أوغلو: “ولكن إذا كانت هذه الادعاءات لمجرد التستر على تخبط سياساتك الخارجية، وعدم كفاءتكم، وانعدام بصيرتكم ورؤيتكم، وجهلكم، فسأحسابكم على كل ذلك حتى النهاية”.
وكان زعيم المعارضة كمال كيليجدار دعا الرئيس أردوغان لإقالة وزير المالية، وقال: “إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه”.
أضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان “لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع”.
الرئيس أردوغان كان قد هون من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف باقتصاد البلاد، وتنعكس على سعر صرف الليرة التركية، وزعم الرئيس يوم الجمعة في تصريحات أدلى بها بعد ادائه الصلاة في آيا صوفيا أن الاقتصاد التركي يحلق في السماء عاليًا، ولكن هناك من لا يرون ذلك، على حد تعبيره.
وطالب أردوغان من ينتقدون الأداء الاقتصادي للحكومة في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى المستوى الذي وصلت له تركيا، مما كانت عليه سابقًا قبل حزب العدالة والتنمية. وفق تصريحه
وقال أردوغان عقب صلاة الجمعة: “يكفي أننا ليس لدينا ديون لصندوق النقد الدولي. واحتياطي النقد للبنك المركزي كان 23 مليار دولار أمريكي، وأصبح الآن 105 مليار دولارات أمريكية. نحن اليوم أكثر قوة من أمس، وسنكون غدًا أكثر قوة”.
وقلل أردوغان من حجم الأزمة وقال إن سعر الصرف سيعود مرة أخرى إلى مستواه الطبيعي، زاعمًا أن أزمة كورونا السبب وراء الانهيار الاقتصادي.
–