أنقرة (زمان التركية) – هون وزير الخزانة والمالية التركي، برات ألبيراق من أزمة تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار في تركيا، حيث فقدت العملة الوطنية الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبية.
بيرات ألبيراق صهر الرئيس أردوغان أجاب خلال مشاركته في برنامج “منطقة محايدة” على قناة سي ان ان التركية عن سؤال مقدم البرنامج عما إن كان يتوجب القلق لارتفاع مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة، بالقول: “أولا دعني أسألك، هل تحصل على راتبك بالدولار؟ هل لديك دين بالدولار؟ هل تستخدم الدولار في شؤون حياتك اليومية؟”.
وذكر ألبيرق أن مؤشر العملات يرتفع وينخفض بطبيعة الحال وأن تركيا تتأثر أيضا بالمؤثرات الدولية غير أنها أصبحت أقل تأثرا بها مقارنة بالسابق قائلا وهو مبتسم: ” البعض في تركيا يشن حملة سلبية لا داع لها. نحن من يتولى المسؤولية ومسؤوليتنا هي إيجاد الحلول وليس الحجج والمبررات. نحن لم نبدأ مرحلة العودة للحياة الطبيعية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد”.
وأضاف ألبيراق أن تركيا ستجذب الاستثمارات قائلا: “هناك نقطة مهمة في هذا الأمر ألا وهي أننا لم نبدأ مرحلة العودة للحياة الطبيعية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد وذلك فيما يتعلق بالمستثمر الحقيقي. تركيا تجذب المستثمر لأنها ستتجاوز الأمر إيجابيا بفضل الإجراءات المتخذة. تركيا ستدخل مرحلة قوية ستصبح فيه أقل اعتمادا على الخارج في مؤشر العملات الأجنبية والفائدة. مستوى مؤشر العملات الأجنبية ليس هو المهم بل أن الأمر المهم هو ما إن كان منافسا أم لا. مؤشر العملات الأجنبية في تركيا بات تنافسيا لأول مرة وتركيا قادرة على إدارة الاضطرابات الاقتصادية”.
وأثارت تصريحات ألبيراق استنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث نشر زعيم الحزب الليبرالي جام توكر تغريدة انتقد خلالها تصريحات ألبيرق، قائلا: “لا، لا نحصل على رواتبنا بالدولار، لكننا نشتري البنزين بالدولار والغاز الطبيعي بالدولار والأدوية بالدولار. الشاحنة التي تنقل الطماطم إلى السوق تحرق البنزين الذي يتم شرائه بالدولار وكذلك الحافلة التي يتم استقلالها للذهاب إلى العمل صباحا. تركيا بلد قام باستيراد منتجات بقيمة 210 مليار دولار خلال العام الماضي”.
كذلك أشار رئيس تحرير موقع خبردار الإخباري المحلل السياسي سعيد صفاء إلى استيراد تركيا لعدد من المنتجات بالعملات الأجنبية، قائلا: “نشتري الخبز الذي يتم استيراد القمح المستخدم في إنتاجه. ونشتري الحليب الذي يتم استيراد العلف الخاص بالحيوانات المنتجة له. نشتري البيض الذي يتم استيراد علف الدجاج المنتج له. نشتري الزيت الذي يتم استيراد زهرة عباد الشمس المنتجة له. ويتم استيراد الغاز الطبيعي أيضا. أي أنه يتم شراء المنتجات بالدولار وبيعها بالليرة، وكلما ارتفعت تكلفة الشراء سترتفع أيضا تكلفة البيع”.
وسجل سعر صرف الدولار في تركيا أعلى مستوياته أمام الليرة التركية وبلغ اليوم 7.34 ليرة في البنوك، وأرقاما أعلى في السوق السوداء.
وحذرت وكالة موديز الدولية للتصنيف الائتماني من أن الأداء الضعيف لليرة التركية قد يؤدي إلى تزايد القروض بالعملات الأجنبية الغير محصلة، مؤكدة أن تراجع قيمة العملة الوطنية أمام الدولار إلى مستويات قياسية سيؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للبنوك.
وكان زعيم المعارضة كمال كيليجدار دعا الرئيس أردوغان لإقالة وزير المالية، وقال: “إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه”.
أضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان “لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع”.
–