برلين (زمان التركية) – تنعكس التوترات التي تشهدها العلاقات الأمريكية الألمانية في العديد من الملفات المشتركة على العلاقات الدبلوماسية؛ حيث تجاهل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ألمانيا للمرة الأولى خلال زيارة إلى عدد من دول وسط أوروبا.
التوترات بين واشنطن وبرلين بدأت تظهر من خلال معارضة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاركة ألمانيا في مشروع اسيل الشمال 2 الذي سينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى الدول الأوروبية، بالإضافة إلى اعتراضه على عدم تقديم ألمانيا ميزانية كافية لدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ترامب في وقت سابق عن ألمانيا: “نحن نحميهم. ولكنهم يحملونا التكلفة، ويقومون بعقد تعاون في مجال الطاقة مع روسيا”، وأصدر قرارًا بسحب 9 آلاف و500 من الجنود الأمريكان المتواجدين في ألمانيا.
وكان من اللافت أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زار جمهورية التشيك، وبولندا والنمسا، بالإضافة إلى سلوفينيا دون أن يحط في ألمانيا.
وبحسب الخبراء والمحللين فإن بومبيو سيقوم خلال زيارته لهذه الدول بتوضيح سبب معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع سيل الشمال 2، وسيطالبهم بالابتعاد عن هذا المشروع الذي سيجعل أوروبا في حاجة ماسة لروسيا.
وكانت صحيفة “دي فيلت” الألمانية ذكرت أن الإدارة الأمريكية تزيد من ضغطها على الشركات الألمانية المشاركة بمشروع خط أنابيب سيل الشمال-2 لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
الصحيفة الألمانية قالت إنها استندت إلى مصادر أكدت أن الإدارة الأمريكية وجهت رسالة للشركات الألمانية بشكل واضح مفادها أن واشنطن لا تريد لمشروع سيل الشمال-2 أن يكتمل.
وقال أحد المصادر للجريدة: “أرى أن التهديدات هذه المرة جادة وخطيرة للغاية”، مشيرًا إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على ميزانية عام 2021 التي تحتوي على عقوبات جديدة خاصة بمشروع أنابيب الغاز الطبيعي سيل الشمال-2.
الإدارة الأمريكية هددت في يونيو/ حزيران الماضي بفتح المجال أمام فرض عقوبات على مشروع خطي السيل المخطط تنفيذه لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حذَّر الشركات المستثمرة في المشروع بأسلوب شديد اللهجة، قائلًا: “إمّا أن تنسحبوا من المشروع الآن، أو تحملوا النتائج”.
كما قال بومبيو: “إنه تصريح واضح وصريح بأنه لم يتم مسامحة الشركات التي تساهم وتساعد في المشروعات الروسية الخبيثة”.
بومبيو أوضح أن قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات (CAATSA) الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2017، سيشهد تحديثات على اللائحة المتعلقة بآلية تطبيق العقوبات، مؤكدًا أن مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي الذي شارف على الانتهاء ويهدف إلى نقل الغاز إلى ألمانيا وأوروبا سيكون ضمن هذا القانون.
وتنتظر تركيا بالطبع حزمة عقوبات بسبب مشاركتها في مشروع السيل التركي مع روسيا والذي يمر عبر أراضيها.
ونصت ميزانية الدفاع الأمريكية التي صدق عليها العام الماضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على فرض عقوبات على روسيا، من خلال استهداف مشروع السيل التركي الذي يهدف إلى نقل صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، ومشروع سيل الشمال 2 الذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي أيضًا من بحر البلطيق إلى ألمانيا.
العقوبات تنص على الحجز على ممتلكات وأموال الشركات والأفراد المالكين للسفن العاملة في تنفيذ المشروعين من خلال خط أنابيب على عمق 30 متر تحت سطح البحر، ومنع دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
–