بغداد (زمان التركية)ــ ألغى العراق زيارة رسمية لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، وقرر استدعاء السفير فاتح يلدز، في أقوى رد حتى الآن على الخرق التركي لمجاله الجوي وحدوده البرية، وسط غضب شعبي ورسمي.
جاء ذلك ردا على مقتل عسكريين عراقيين من حرس الحدود بينهم ضابطان كبيران في قصف تركي أمس الثلاثاء استهدف منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في إقليم كردستان شمال العراق.
وزارة الخارجية العراقية قالت في بيان إن العراق “يدين بشدة الاعتداء السافر الذي قامت به تركيا بقصف داخل الاراضي العراقيّة في منطقة سيدكان التابعة لمحافظة أربيل في اقليم كردستان العراق بطائرة مُسيَّرة والذي تسبّب باستشهاد ضابطين، وجندي من القوات المسلحة العراقية البطلة”.
ولاحقا قالت معلومات إن عدد الضحايا ارتفع إلى 20 بينهم 5 عسكريين من ضمنهم ضابطان، و5 مدنيين، و10 من عناصر حزب العمال الكردستاني.
أضاف البيان “العراق يعدّ هذا العمل خرقاً لسيادة، وحُرمة البلاد، وعملاً عدائيّاً يُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة التي تُنظّم العلاقات بين البُلدان؛ كما يخالف -أيضاً- مبدأ حُسن الجوار الذي ينبغي أن يكون سبباً في الحرص على القيام بالعمل التشاركيّ الأمنيّ خدمة للجانبين.”.
وقال منتقدا عدم الاستجابة لمطالبات احترام السيادة العراقية، ومهددا “إن تكرار مثل هذه الأفعال، وعدم الاستجابة لمطالبات العراق بوقف الخروقات وسحب القوات التركية المتوغلة داخل حدودنا الدولية، مدعاة لإعادة النظر في حجم التعاون بين البلدين على مُختلِف الصُعُد”.
وقالت الخارجية “يؤكد العراق على أن لاتستخدم أراضيه مقراً أو ممراً لالحاق الضرر والاذى بأي من دول الجوار، كما يرفض أن يكون ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لاطراف خارجيّة”.
وتقول تركيا إنها تلاحق عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يتخذون من المنطقة الحدودية بين إيران والعراق وتركيا ساحة لأنشطتهم ضدها.
وختم بيان الخارجية الصادر مساء الثلاثاء بالإعلان عن “الغاء زيارة وزير الدفاع التركيّ إلى العراق المُقرّرة بعد غد الخميس، وستقوم وزارة الخارجيّة باستدعاء السفير التركيّ، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وإبلاغه برفض العراق المُؤكّد لما تقوم به بلاده من اعتداءات، وانتهاكات”.
ويوم الأحد الماضي تواجد وزير دفاع تركيا خلوصي أكار برفقة قادة عسكريين، على الحدود مع العراق وتفقد من الجو الوحدات العسكرية المنتشرة هناك.
وفي وقت سابق أمس دعت الرئاسة العراقية تركيا إلى: “الايقاف الفوري لهذه الاعتداءات، والجلوس الى طاولة الحوار والتفاهم لحل المشاكل الحدودية بين البلدين الجارين بالطرق والوسائل السلمية، بما يحفظ امن واستقرار المنطقة”.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في بيان، إن “الخروقات العسكرية التركية المتكررة للاراضي العراقية تعد انتهاكاً خطيراً لسيادة العراق ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار”.
وفي السابق اقتصر رد الفعل العراقي الأقصي على استدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج، فيما عبر ساسة عراقيين ونشطاء أمس عن عدم رضاهم على رد الفعل الرسمي.
ابطال الحرس الحدودي العراقي الذين استشهدوا اليوم جراء القصف التركي الجبان#الاستهتار_التركي pic.twitter.com/YPbHKoYz1R
— ℍ𝕌𝕊𝕊𝔼𝕀ℕ A.A (@h_a_a97) August 11, 2020
وتحت وسم #الاستهتار_التركي غرد نشطاء منتقدين الهجمات التركية على شمال العراق، وعدم مناسبة الرد الرسمي لاعتداء تركيا المستمر على سيادة الدولة.
https://twitter.com/Eh4bb/status/1293254173308473344
يشار إلى أن تركيا أطلقت في 17 يونيو/ حزيران الجاري، عملية “مخلب النمر” في منطقة “حفتانين” شمالي العراق والتي تضمنت إنزالا لعدد من الجنود بالمنطقة، ضد عناصر حزب العامل الكردستاني، وذلك بعد عملية”مخلب النسر” التي انطلقت فجر 15 من الشهر نفسه.
وتوغل الجيش التركي خلال الشهر الماضي في الأراضي العراقية بعمق بين 15-30 كيلومترًا، وبطول 45-50 كيلو متر.
وفرضت القوات التركية سيطرتها على جبل خامتير الحدودي العراقي المطل على تركيا، بعد تكثيف القصف عليه جوا وبرا، وأنشأت 45 نقطة عسكرية بطول الحدود.
–