أنقرة (زمان التركية) – جدد زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري في تركيا كمال كليجدار أوغلو دعوته للرئيس رجب أردوغان، بإقالة صهره بيرات ألبيرق وزير الخزانة والمالية من منصبه على خلفية سوء الوضع الاقتصادي وانهيار الليرة، فيما يبدو أنه خيار اتفق عليه غالبية المعارضين في تركيا.
تصريحات كيليجدار أوغلو جاءت هذه المرة موجهة لأردوغان، عبر تويتر.
كليجدار أوغلو قال في سلسلة تغريدات: “أريد أن أخاطب السيد أردوغان مرة أخرى. إذا كنت تريد الخير لهذه الأمة، عليك أن تفعل التالي في أقصر مدة ممكنه: 1- اعزل صهرك الذي لا ثقة فيه، وعين بدلًا منه من يستحق.2- نشر مرسوما عاما العام يوجب وقف الإسراف في القطاع العام. 3- إعادة إحياء المجلس الاقتصادي الاجتماعي ومناقشة المشكلات والحلول”.
تصريحات كليجدار أوغلو جاءت بعد أن شهدت الليرة التركية انهيارًا تاريخيًا أمام العملات الأجنبية خلال تعاملات الأيام الأخيرة، حيث وصل الدولار إلى مستوى غير مسبوق عند 7.55 ليرة تركية للمرة الأولى في تاريخه.
وأفاد كليجدار أوغلو أنه يجب على من يقومون بإدارة هذه البلاد أن يكون لديهم الشجاعة على اتخاذ القرارات الصحيحة من أجل مصلحة الوطن في الأوقات الصعبة.
وقبل ثلاثة أيام قال كيليجدار لأردوغان: “إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه”.
أضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان “لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع”.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد الأسبوع الماضي، تعرض بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير من المعارضة مطالبين بعزله من منصبه الذي وصل إليه قبل عامين مع إقرار نظام الحكم الرئاسي. من جهة أخرى تم إطلاق حملة للدفاع عن وزير المالية شارك فيه عدد من الوزراء على الرغم من اتهامه شعبيًا بالفشل في الملف الاقتصادي.
واتهم رئيس حزب المستقبل في تركيا، أحمد داود أغلو، الرئيس أردوغان بالاهتمام بمصالح أسرته على حساب الشعب التركي، الذي يعاني من أزمة اقتصادية.
وخلال كلمته بالمؤتمر الدوري لحزبه في مدينة دياربكر ذات الغالبية الكردية قال داود أوغلو موجها الحديث لأردوغان: “عند إقحامك أسرتك في شؤون الدول فإنك ستهتم بأبنائك وزوجتك وأشقائك وصهرك مع أول حريق يضرب البلاد دون أن تكترث للشعب والدولة”.
الرئيس أردوغان كان قد هون من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف باقتصاد البلاد، وتنعكس على سعر صرف الليرة التركية، وزعم الرئيس يوم الجمعة في تصريحات أدلى بها بعد ادائه الصلاة في آيا صوفيا أن الاقتصاد التركي يحلق في السماء عاليًا، ولكن هناك من لا يرون ذلك، على حد تعبيره.
وطالب أردوغان من ينتقدون الأداء الاقتصادي للحكومة في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى المستوى الذي وصلت له تركيا، مما كانت عليه سابقًا قبل حزب العدالة والتنمية. وفق تصريحه
وقال أردوغان عقب صلاة الجمعة: “يكفي أننا ليس لدينا ديون لصندوق النقد الدولي. واحتياطي النقد للبنك المركزي كان 23 مليار دولار أمريكي، وأصبح الآن 105 مليار دولارات أمريكية. نحن اليوم أكثر قوة من أمس، وسنكون غدًا أكثر قوة”.
وقلل أردوغان من حجم الأزمة وقال إن سعر الصرف سيعود مرة أخرى إلى مستواه الطبيعي، زاعمًا أن أزمة كورونا السبب وراء الانهيار الاقتصادي.
ورد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم على باباجان على تصريحات أردوغان قائلا في لقاء على قناة فوكس تي في: “لا ينبغي علينا البحث عن المذنب في مكان آخر. تركيا تُدار حاليا بشكل سيء وليس بالإمكان حل مشكلات تركيا بدون تغيير الحكومة” في إشارة إلى إرجاع حكومة حزب العدالة والتنمية الأداء الاقتصادي السئ إلى”مؤامرات خارجية”.
وكانت قناة “Yol TV” على موقع يوتيوب أجرت حوارًا مع عدد من المواطنين في شوارع العاصمة أنقرة، لتسألهم عن رأيهم في تصريح الرئيس رجب أردوغان التي قال فيها إن الاقتصاد يحلق في السماء كما أفاد مؤخرا.
أحد المواطنين رد على السؤال بإجابة صريحة وصارمة، قائلا: “نعم، تركيا تحلق، ولكن رأسها للأسفل… ننتظر وقت الاصطدام. أنا أخجل كمواطن تركي، وأنزعج بشدة مما وصلنا إليه. لقد أصبحت عملتنا أحد أكثر عملات العالم بلا قيمة… ما يرتفع سريعًا يهبط أيضًا سريعًا”.
ووجه الشخص نفسه انتقادات حادة لصهر أردوغان وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق الذي تقول المعارضة إن الأوضاع الاقتصادية تتدهور بشدة منذ توليه منصبه، قائلًا: “كان يجب عليه أن يستقيل 50 مرة حتى اللحظة”.
–