أنقرة (زمان التركية) – أصدرت وزير الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في حكومة حزب العدالة والتنمية زهراء زمرد سلجوق، تصريحات كذبت مزاعم الرئيس رجب أردوغان أن بلاده أنفقت 40 مليار دولار على اللاجئين.
أردوغان كان يردد دائمًا أن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بوعوده لتقديم مساعدات لتركيا لاستقبال اللاجئين، قائلًا: “إن تركيا أنفقت في هذا العمل 40 مليار دولار أمريكي! وستنفق 40 مليار دولار آخر”، والتي قالها نصًا خلال اجتماعه بنواب حزبه في البرلمان يوم 4 مارس/ أذار 2020.
المفاجأة جاءت في تصريحات لوزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية، التي كذَّبت تصريحات أردوغان، خلال ردها على طلب إحاطة مقدَّم من نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض سزجين تانري كولو أمام البرلمان.
الوزيرة زهراء زمرد سلجوق أكدت أن الاتحاد الأوروبي يمول المساعدات التي يتم تقديمها للاجئين، وأن بلادها لا تقدم لهم هذه المساعدات من الموارد الخاصة بالأتراك، قائلة: “خلال تطبيق هذه المساعدات، لا نستخدم ولا نلمس أبدا الموارد المالية التي نخصصها لمواطنينا، بل الاتحاد لأوروبي يمول هذه المساعدات”.
وأكدت الوزيرة أن تمويل المساعدات الخاصة باللاجئين يأتي من الاتحاد الأوروبي، وأن كل شخص داخل مخيمات اللاجئين يحصل على 120 ليرة تركية، بينما يصل أطفال اللاجئين الموجودين في المخيمات على مساعدات بقيمة تتراوح بين 45 و75 ليرة تركية.
والشهر الماضي أقر الاتحاد الأوروبي دعمًا إضافيًا بقيمة 485 مليون يورو للإنفاق على رعاية اللاجئين المقيمين في تركيا، وستكون حزمة الدعم الجديدة إضافة إلى منحة 6 مليارات يورو التي تم الاتفاق عليها بين تركيا والاتحاد الأوروبي ضمن الاتفاق الخاص باللاجئين في عام 2016.
المجلس الأوروبي أوضح أنه من خلال حزمة الدعم المقدرة بـ485 مليون يورو سيكون من الممكن تمديد البرنامجين المهمين الذين يستفيد منهما الأطفال اللاجئون في سن المدرسة والمقدر عددهم بأكثر من 600 ألف طفل بالإضافة إلى نحو مليون و700 ألف لاجئ سوري، وذلك حتى عام 2021.
وأعلن المجلس أن حزمة الدعم سيتم توزيعها عن طريق جمعيات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر ضمن إطار برنامج “المساعدة على الانسجام الاجتماعي” الذي تنفذه جميعة الهلال الأحمر التركية وبرنامج الغذاء الدولي لصالح طالبي اللجوء في تركيا.
كما يشمل التمويل الإضافي برنامج مساعدة التعليم المشروط الذي يشمل جميع طالبي اللجوء في تركيا من السوريين وغيرهم.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد خلال القمة التركية الأوروبية في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بتوفير تمويل بقيمة 3 مليارات يورو من أجل السوريين في تركيا.
وخلال القمة الثانية 18 مارس/ آذار في 2016، تعهد بتوفير تمويل إضافي بقيمة 3 مليارات يورو أيضا.
وتقرر خلال القمة إنفاق الأموال على مشاريع تتعلق باحتياجات السوريين في تركيا من صحة وتعليم وغذاء واحتياجات أخرى.
*ورقة ضغط
ومن حين لآخر تستخدم تركيا ورقة اللاجئين للضغط على أوروبا من أجل توفير تمويل لمشاريع باسم اللاجئين.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أمر أواخر فبراير/ شباط الماضي بفتح الحدود مع اليونان، وعدم اعتراض المهاجرين أو اللاجئين الراغبين في الانتقال إلى الجانب اليوناني، في تنفيذ لتهديد سابق بالسماح للمهاجرين بالعبور إلى أووبا في حال عدم توفير تمويل لإنشاء “المنطقة الآمة” شمال سوريا.
ومؤخرًا تحدث رئيس وزراء النسما سيباستيان كورتز لصحيفة “كاثيميريني” اليونانية عن ضرورة وقف الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي، وألا تكون دول الاتحاد عرضة لابتزاز تركيا.
–